يبدو أن الصراع بين حزبي الأصالة والمعاصرة والاستقلال مرشح للتصعيد في الأيام المقبلة، خاصة عندما قرر نور الدين مضيان، رئيس الفريق الاستقلالي بمجلس النواب، أن يحذو حذو «البام» وتنظيم لقاءات مفتوحة مع مزارعي القنب الهندي في بعض المناطق المعروفة بزراعة الكيف. وكشفت مصادرنا أن حزب الاستقلال «اغتاظ» كثيرا من التحركات التي قام بها مؤخرا حزب الأصالة والمعاصرة، لاسيما «جلسات الاستماع»، التي نظمها للمزارعين بباب برد نواحي شفشاون، مؤكدة أن «حزب الاستقلال اعتبر هاته الخطوة بمثابة إعلان حرب انتخابية على الحزب وسعيا نحو الاستحواذ على كتلة انتخابية كبيرة بالحديث عن مواضيع كان الاستقلال سباقا لإثارتها». في السياق نفسه، أبرزت مصادرنا أن حزب الاستقلال سيكثف من لقاءاته مع مزارعي الكيف في الأيام القليلة المقبلة، خاصة أنه «استشعر خطورة اللقاءات المنظمة من طرف «البام» في الكثير من المناطق»، موضحة أن الصراع سيشهد تطورا غير مسبوق «مع وجود أخبار مؤكدة بأن «البام» يعتزم اختراق المناطق المعروفة بزراعة الكيف بالريف، وهي المناطق التي كانت تمنح أصواتها لحزب الاستقلال في الاستحقاقات الجماعية الماضية». واستنادا إلى مصادرنا، فإن مبعث الصراع بين الاستقلال و»البام» يعود بالتحديد إلى دورة المجلس الوطني الأخير للأصالة والمعاصرة، حيث أثارت كلمة «قطبية حزبية» التي تحدث عنها بنشماس حفيظة كل من إدريس لشكر وحميد شباط، الأمر الذي أدى بهما إلى الاحتجاج بقوة على قيادة «البام» وقتئذ، حسب مصادرنا دائما. إلى ذلك، دخلت جمعيات مدنية على خط الصراع بين الحزبين. إذ نشأ تنسيق بين المركز المغربي لحقوق الإنسان وجمعية صنهاجة الريف، وهي إحدى الجمعيات التي كان لها الفضل في الاهتمام بموضوع الكيف. وكانت منطقة كتامة قد احتضنت لقاء يشبه كثيرا اللقاء الذي نظمه حزب الأصالة والمعاصرة بالشاون من أجل الاستماع إلى الفلاحين، «وهو اللقاء الذي من شأنه أن يرسم حدودا لاختراق الأحزاب السياسية للمنطقة». ويسود انقسام حاد وسط مزارعي الكيف حول تعاطي الأحزاب السياسية المغربية مع موضوع الكيف. ففي الوقت الذي يعتبر البعض أن «تحركات هاته الأحزاب محمودة لرد الاعتبار إلى المنطقة والتنبيه إلى قضية المبحوثين عنهم»، يرى بعض المزارعين أن «هاته التحركات لا تعدو كونها مناورات انتخابية، وأنها تريد فقط الحصول على كتلة انتخابية في أفق الانتخابات الجماعية المقبلة.