يسعى المنتخبان المكسيكيوالكاميروني إلى قطع شوط كبير نحو الدور الثاني لنهائيات كأس العالم لكرة القدم، وذلك عندما يلتقيان اليوم الجمعة على ملعب «داس دوناس ارينا» في ناتال في ختام منافسات المجموعة الأولى. وتضم المجموعة البرازيل المضيفة وكرواتيا اللذين التقيان أمس الخميس على ملعب «كورينثيانز ارينا» في ساو باولو في المباراة الافتتاحية للنسخة العشرين من العرس الكروي العالمي. ويرصد كل من المنتخبين المكسيكيوالكاميروني الفوز لقطع شوط مهم لحصد البطاقة الثانية في المجموعة والمؤهلة إلى الدور الثاني على اعتبار أن الصدارة محسومة منطقيا لأصحاب الأرض المرشحين للمنافسة على اللقب. ويدرك المنتخبان المكسيكيوالكاميروني جيدا أن المنافسة على البطاقة الثانية ستكون محصورة بينهما وكرواتيا، وبالتالي فإن النقاط الثلاث مهمة لكلاهما خصوصا بالنسبة الى المكسيك التي تنتظرها مهمة صعبة في الدور الثاني أمام البرازيل في الجولة الثانية، فيما تلعب الكاميرون مع كرواتيا. وتبدو حظوظ المنتخبين متساوية بالنظر إلى معاناة المكسيكيين في حجز بطاقتهم إلى المونديال، ومشكلات المكافآت بالنسبة إلى ممثلي القارة السمراء. وكعادته في الأعوام الاخيرة، أنهى المنتخب الكاميروني استعداداته للعرس العالمي بمشكلة مكافآت مع حكومة بلاده حيث هدد اللاعبون بعدم السفر إلى البرازيل بعدما لم يف المسؤولون بوعودهم. ويمني لاعبو الكاميرون النفس في نسيان هذه المشكلة والتركيز على العرس العالمي الذي ابلوا فيه البلاء الحسن عام 1990 بقيادة المخضرم روجيه ميلا عندما كانوا أول منتخب من القارة السمراء يبلغ ربع النهائي. وأكد لاعب وسط اشبيلية الاسباني ستيفان مبيا باني، أن الكاميرون، أول دول افريقية من أصل ثلاث تبلغ ربع نهائي المونديال، قادرة على تقديم صورة موحدة في البرازيل: «الكل جاهز لسماع الآخرين ولتقديم تضحيات. جاهزون لتقديم أفضل ما لدينا من أجل بلدنا، زملائنا وأنفسنا». وتعول الكاميرون كثيرا على خبرة مهاجم تشلسي الإنجليزي صامويل ايتو بالإضافة إلى لاعب وسط برشلونة الإسباني ألكسندر سونغ ومهاجم لوريان الفرنسي فانسان أبو بكر وقطبي دفاع مرسيليا الفرنسي نيكولاس نكولو وغلطة سراي التركي أورليان شيدجو. في المقابل، تسعى المكسيك إلى نسيان خيبة التصفيات والتعويل على نجاحات المشاركة في العاب لندن الأولمبية 2012 عندما عادت بذهبية كرة القدم. تأملت المكسيك، التي لم تغب عن كأس العالم منذ 1994، خيرا بعد فوزها على البرازيل التي ضمت نيمار واوسكار وتياغو سيلفا في نهائي الاولمبياد، لكنها لم تحقق سوى فوزين وسبعة أهداف في عشر مباريات ضمن الدور النهائي لتصفيات الكونكاكاف حيث كانت من أعظم القوى طوال تاريخ التصفيات ولطالما حجزت مقعدها الى المونديال في أوقات مبكرة. عجزت عن حجز بطاقة أوتوماتيكية نحو نهائيات البرازيل 2014، وكانت محظوظة لخوض ملحق ضد نيوزيلندا بطلة أوقيانيا حسمته في صالحها بسهولة (5-1 و4-2)، ولولا ذلك لكان المكسيكيون خسروا مئات الملايين من الدولارات من العقود التلفزيونية والشركات الراعية في بلد شغوف بالرياضة. وتطمح المكسيك على الأقل إلى تكرار انجازاتها في مشاركاتها الخمس الأخيرة حيث نجحت في بلوغ الدور ثمن النهائي معولة على خبرة قائدها المخضرم مدافع برشلونة الاسباني سابقا وليون المكسيكي حاليا رافايل ماركيز (35 عاما) ومهاجم مانشستر يونايتد الإنجليزي خافيير هرنانديز تشيتشاريتو وجناح فياريال الإسباني جيوفاني دوس سانتوس. ويأمل تشيتشاريتو في محو موسمه المخيب مع الشياطين الحمر حيث سجل 4 اهداف فقط في 24 مباراة في الدوري والتي لعب اساسيا في 6 منها فقط. وقال مدرب المكسيك ميغيل هيريرا عن مهاجم النادي الإنجليزي: «تشيتشاريتو لاعب مثالي ودعامة أساسية في خط الهجوم».