صدر عن منشورات «أخبار اليوم» الترجمة العربية لكتاب ( مغرب آخر) لعبد اللطيف اللعبي ، وقد قام بالترجمة من الفرنسية الصحافي بنفس الجريدة مبارك مرابط. هذا النص عبارة عن رسالة موجهة من الشاعر عبد اللطيف اللعبي إلى عموم المواطنين . وفي هذه الرسالة يقدم اللعبي «وصاياه» للمواطنين وذلك بعد أن خبر الواقع ممارسة وتأملا، كما أنه لا يتغيى من ورائه أي استدراج لهؤلاء المواطنين لمصلحة ما، كما يفعل السياسيون يقول:» جرت العادة أن السياسيين هم الذين يخاطبونكم، معتمدين في ذلك على حق يعتبرونه وقفا عليهم. وحين يتوجهون إليكم، فإنهم غالبا ما يرغبون في ضمكم إلى صفوفهم، أو استدرار أصواتكم إبان استحقاقات معينة. فلتطمئن نفوسكم. لا أبغي منكم شيئا، وما أضعه اليوم بين أيديكم ليس سوى رسالة أنوي عبرها مخاطبة قلوبكم وعقولكم، كما أرغب من خلالها أن أتقاسم معكم الانشغالات ومشاعر السخط التي آنستها فيكم. إنها كذلك دعوة إلى التفكير وفرصة لاستعادة الأحلام التي تفتقت في نفسي، بفضلكم، منذ تفتح زهرة شبابي» في هذا الكتاب /الرسالة يقدم اللعبي بقلب الشاعر وعقل المناضل اليساري تشخيصا دقيقا يقدم الوضع المغربي بلا رتوشات، بل وبنقد ذاتي مسارا عاش داخله. في الكتاب يتناول كل المواضيع الحساسة مثل حرية المعتقد،العلمانية الإسلاميون،اليسار، التعليم وغير ذلك من المواضيع التي شغلت ولا تزال اهتمام المغاربة منذ عقود. وفي آخر هذه الرسالة يقدم اللعبي خارطة طريق لإخراج المغاربة من الأزمة والضياع .يقول في هذا الصدد:» فما هي المقدمات الضرورية لبلوغ هذا الوضع الأمثل؟ أولا..يتعين إحداث ثورة شاملة في النظام التعليمي الحالي، سيغير بشكل جذري وظيفته وأساليبه البيداغوجية ومضامينه، وستعمل قبل ذلك على تكوين أولئك الذين سيشرفون على تطبيق المستجدات التي ستأتي بها، وأعني هنا المدرسين...كما سيكون على هذه الثورة وضع حد ل»الأبارتايد» القائم بين التعليم العمومي المنكوب الذي تقبل به أغلبية المواطنين على مضض، ويضيف إن الشرط الثقافي يظل حاسما،إذن، لتحقيق ذلك الوضع الأفضل الذي أحلم به بصحبتكم وبصوت عال..»