في خطوة غير متوقعة بادر محمد بودريقة رئيس الرجاء البيضاوي لكرة القدم إلى نشر عقد انتقال العميد محسن متولي لفريق الوكرة القطري في الموقع الرسمي للرجاء. خطوة بودريقة ومعه مكتبه المسير الهدف منها بحسب ما يتحدث عنه هو قطع الطريق أمام ما يعتبرونه إشاعات بخصوص القيمة المالية للصفقة. وإذا كان يحسب لمسؤولي الرجاء رغبتهم في إظهار أنهم يتعاملون بشفافية في صفقات اللاعبين، إلا أن الخطوة التي أقدم عليها المكتب المسير للرجاء، وبالأخص رئيسه محمد بودريقة يمكن إدراجها في خانة التسرع والهواية وغياب الاحترافية والتعامل بعقلية المشجع أكثر من عقلية المسير الذين عليه أن يزن الأمور بميزان العقل، لا بميزان «الخوف» من بعض ردود الفعل. ولنتابع ما جرى بالتفصيل، فما أن شد محسن متولي الرحال إلى الدوحة ليفاوض مسؤولي الفريق القطري بخصوص العقد الذي سيربطه بالفريق ويجتاز الفحص الطبي، حتى نشر المكتب المسير للرجاء في موقعه الإلكتروني العقد الذي يربط الرجاء بالفريق القطري. فماذا سيكون موقف مسيري الرجاء، إذا لم يتوصل متولي إلى اتفاق مع الوكرة القطري، ولم ترقه الشروط المالية، ألن يضع ذلك مسؤولي الفريق في وضع حرج، شبيه بوضعية مسيري فرق الأحياء، وليس فريقا كبيرا من حجم الرجاء؟ لقد كان من الممكن القيام بهذه الخطوة بعد أن يتم التعاقد بشكل نهائي، خصوصا أن العقد لن يصبح ساري المفعول إلا إذا اتفق الفريق القطري مع اللاعب واجتاز بنجاح الفحص الطبي. ثم هناك أسئلة أخرى، إذا كان بودريقة قرر أن ينشر وثيقة عقد متولي، بعد أن ثار حولها جدل كبير، فلماذا لم يقم بالأمر نفسه في جميع صفقات الفريق، التي يتم التكتم حول مبالغها المالية وظروفها وملابساتها، ألن يدفع هذا الأمر إلى التشكيك في الكثير من الصفقات، كما هو الحال مع صفقة المصري عمرو زكي، الشفافية إما أن تشمل كل شئ أو فتها غير موجودة، فهي لا تتم بمزاجية وانتقائية. إذا كان بودريقة اختار أن ينشر عقد متولي مع الوكرة القطري، فإن هذا الأمر يجب أن يشمل الجميع ودون انتقائية، وأن يبادر بودريقة إلى نشر جميع عقود اللاعبين الذين تعاقد معهم، وعقود المدربين، وآخرهم الجزائري عبد الحق بنشيخة، الذي رفض بودريقة الإعلان عن راتبه الشهري، مع أنه كان بمقدوره أن يفرض على المدرب كشف جميع التفاصيل المالية. إن الفرق بين الهواية والاحتراف شعرة، وموقف بودريقة ومكتبه المسير في واقعة متولي يكشف أن هناك أمورا ليست على ما يرام، وأن رئيس الرجاء مازال لم يتخلص بعد من عقلية المشجع.