في الوقت الذي يحلو لمجموعة من مسؤولي الدارالبيضاء الحديث عن المشاريع المتعلقة بالنقل الجماعي كالطرامواي والميترو، فإن مواطنين كثيرين في هذه المدينة ما زالوا يعتمدون في تنقلاتهم على العربات المجرورة، نظرا لعدم ربط الكثير من الأحياء الجديدة بشبكة النقل الحضري. فقد ظهرت في العقدين الأخيرين مجموعة من المركبات السكنية في جنوب وشمال وشرق وغرب الدارالبيضاء دون أن يتم التفكير في ربط بعضها بشبكة النقل الحضري، خاصة ما يتعلق بالحافلات أو الطاكسيات، الأمر الذي يجعل بعض المواطنين يعتمدون في تنقلاتهم على العربات المجرورة أو في أحسن الأحوال "الخطافة"، ما يزيد من تشويه هذه المدينة. وقال مصدر ل"المساء" "هناك مجموعة من الأمور تحدث في الدار البيضاء دون أن يتم التفكير في تبعاتها، ومن بينها مسألة ربط المناطق السكنية الجديدة بشبكة النقل الحضري، وأضاف أن من حق السكان المنتقلين لظروف متعددة إلى المناطق الجديدة الاستفادة من النقل. وأكد أحمد بوحميد، رئيس اتحاد صغار المنعشين العقاريين، أنه من المفروض قبل أن يتم تسليم رخصة البناء للسكن الاجتماعي الحرص على ضرورة إحداث مرافق اجتماعية، ومن بينها المسألة المرتبطة بربط الأحياء الجديدة بالنقل الحضري، واعتبر أن الهاجس الحالي الذي يؤرق السلطات العمومية في العاصمة الاقتصادية هذه الأيام هو إزالة مدن الصفيح، وهو هاجس، لا يمكن، حسب رأيه، أن يتم حله على حساب الحاجيات الاجتماعية للمواطنين الذين يضطرون إلى الانتقال إلى المناطق السكنية الجديدة. وقال أحمد بوحميد، "لابد من إحداث مناطق سكنية نموذجية تتوفر على جميع شروط الحياة الكريمة، وذلك من أجل تشجيع المواطنين على الإقبال على هذه المناطق، لأنه لا يعقل أن ينصب التفكير على السكن دون التفكير في شروط الحياة الأخرى. ورغم أن الدار البيضاء دخلت منذ سنوات تجربة التدبير المفوض لقطاع النقل الحضري، فإن هذه الإشكالية ما تزال مطروحة بشكل كبير، حيث إن العديد من المواطنين ما يزالون غير راضين عن الخدمات المقدمة لهم من قبل الشركة المكلفة بالنقل الحضري وهي "نقل المدينة، وقالت إحدى المواطنات ل"المساء" "من العار أن تتحول الحافلة إلى علبة سردين، فالازدحام يكون شديدا، وهو أمر لا يحترم كرامة المواطنين". ومن أجل ما تعتبره سلطات الدار البيضاء تحسين جودة النقل الحضري في المدينة تم تخصيص200 مليون درهم في إطار مشروع برنامج تغطية الأولويات لجهة الدار البيضاء الكبرى، وذلك بهدف اقتناء حافلات جديدة للنقل العمومي، بغية، حسب برنامج تغطية الأولويات، تقديم خدمة أفضل لمجموع سكان المدينة، إلا أن المواطن البيضاوي لم يشعر لحد الساعة بأي تغيير في الخدمات المقدمة إليه على صعيد النقل الحضري، وهو ما يجعل العديد من المواطنين يعانون يوميا مع قلة وسائل النقل والاكتظاظ الشديد الذي تعرفه في أوقات الذروة، ما يشجع على تنامي السرقات، حيث يستغل بعض اللصوص الازدحام لنهب الركاب، الذين يجدون أنفسهم مجبرين على امتطاء هذه الحافلات رغم أنها تكون في أحيان كثيرة محملة بأكثر من طاقتها الاستيعابية.