شن امحمد الخليفة، القيادي الاستقلالي، هجوما لاذعا على عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، وعلى أحزاب المعارضة، التي اعتبرها غير منسجمة، وذلك في ندوة نظمتها جمعية «بلا هوادة للدفاع عن الثوابت»، أول أمس السبت، تحت عنوان «»الديمقراطية فكرا وممارسة عند علال الفاسي». وأكد الخليفة، في مداخلته التي اعتبرها رسالة من علال الفاسي يخاطب فيها من قبره المغاربة والسياسيين وحزب الاستقلال، أن المعارضة لا يجمع بينها خيط ناظم أو مبادئ، وأنها نسيت مشروعيتها المنبثقة من صناديق الاقتراع وتخصصت في ترديد شعارات مكرورة للنيل من الحكومة، لأنها ليست في مستوى توجهات الملك، معتبرا إياها غير قادرة على اختيار موقعها إلى جانب الحكومة وأنها «مسيرة لا مخيرة». ووجه الخليفة أيضا سهام نقده لبنكيران الذي اعتبره «غير قادر على تشكيل حكومته ما لم يرد له ذلك، وفي نفس الوقت، هو غير قادر على ضمان استمرار التحالفات، ما لم يأذن للمتحالفين معه بقاءهم في حكومته التي أصبحت منتكسة وسيطر عليها التكنوقراط». وتحدث عن التحالفات الهشة التي تمت إضاعة الوقت في البحث عنها لتشكيل الحكومة، متسائلا «هل بخريطة مختلفة التوجهات، مشكلة الألوان، متنوعة المشارب، لا يملك بعض فاعليها استقلالية القرار، ولا آخرون جرأة الصدح بالحق، هل بهذه الخريطة يمكن أن نشكل حكومة مسؤولة قادرة على مواجهة التحديات»؟ وأضاف القيادي الاستقلالي أن الحكومة أيضا غير منسجمة ولا تجمع بين مكوناتها أي روابط فكرية أو عقدية، وأن همها هو نيل الثقة الملكية، من أجل حمايتها من «شر الحيوانات المفترسة، المتربصة بها، وكأن كل تاريخ الديمقراطية المغربية، وكفاح الشعب المغربي، كان فقط من أجل وصول البلاد إلى حكومة تبحث عن الثقة الملكية». ولم يسلم حزب الأصالة والمعاصرة ومؤسسه فؤاد عالي الهمة من هجوم الخليفة، دون أن يذكرهما بالاسم، حيث قال: «بعد أن ظننا أن المغرب تاب إلى الله، عاد إلى تأسيس حزب الدولة من جديد خلال العشرية الأولى، وكان منطلق وجوده أنه مشروع جلالة الملك، قبل أن يقدم أصحابه تصريحات مستفزة، بعد الانتخابات، حين صرحوا أن المواطن المغربي صوت على أحزاب اشتغلت إلى جانب الملك، وهذا يذكركم بتصويت أولائك الذين أسسوا جبهة الفديك سنة 1962، وكان الهدف جعل الصف الديمقراطي أقلية في البرلمان وعدم تجذره في وجدان المجتمع المغربي». وعرفت الندوة حضور قادة تاريخيين أمثال امحمد بوستة، الأمين العام لحزب الاستقلال السابق، ومحمد اليازغي، الكاتب الأول السابق لحزب الاتحاد الاشتراكي، ومحمد بنسعيد آيت يدر، أحد زعماء جيش التحرير.