عاشت منطقة بني مكادة بطنجة، من جديد، مساء أول أمس السبت وصباح يوم أمس الأحد، أحداثا مثيرة، بعدما عاد التوتر بين عناصر الأمن والتيار السلفي ليطفو على السطح، عندما حاولت عناصر الشرطة إلقاء القبض على أحد متزعمي التيار المذكور، وهي العملية التي انتهت بفراره، قبل أن تعود فرقة خاصة إلى المنطقة وتنفذ عشرات الاعتقالات. وبدأت الأحداث عند الثامنة من مساء السبت، عندما حضرت عناصر الأمن لإلقاء القبض على مبحوث عنه من متزعمي التيار السلفي، حيث اقتحمت منزله بحي مبروكة وصفدته، لكن العشرات من السلفيين، حسب شهود عيان، اقتحموا المنزل بدورهم بعد ذلك وتمكنوا من تهريب زميلهم بالأصفاد التي كانت في يديه. وبعد هذا الهجوم، قامت عناصر الأمن بإشهار مسدساتها دون إطلاق الرصاص، كما استدعت تعزيزات أمنية، واستطاعت إلقاء القبض على أحد المشاركين في عملية التهريب، فيما تمكن الآخرون من الفرار. وانسحبت سيارات الأمن من بني مكادة لبضع ساعات، فساد هدوء حذر المكان، قبل أن تحل بعين المكان في الساعات الأولى من الفجر، فرقة كوموندوز خاصة مسلحة برشاشات، مرفوقة بعشرات سيارات الشرطة، ثم شرعت في اقتحام منازل المشتبه فيهم. وحسب شهود عيان فإن أغلبية الموقوفين، والذين قدروا بالعشرات، ينتسبون إلى التيار السلفي، ومن بينهم متزعموه بمقاطعة بني مكادة، وقد توزعت سيارات الشرطة على عدة أحياء من بينها مبروكة وأرض الدولة وبئر الشعيري. ووصفت مصادر «المساء» مشهد حضور الفرقة الخاصة إلى بني مكادة ب»غير المسبوق»، قائلة إن عناصر الكوموندوز كانت ملثمة وحضرت بأعداد كبيرة، وانتشرت بسرعة بين أحياء المنطقة، مدعمة بسيارات تابعة لها. ولم يتسن ل»المساء» إلى حدود صباح الأمس، التأكد مما إذا كان الشخص الذي تم تهريبه مصفدا قد اعتقل أم لا، في حين رجحت بعض المصادر أن يكون ابتعد عن بني مكادة رفقة بعض من مهربيه.