أقدم مواطن، صباح أمس، على حرق نفسه، احتجاجا على تصرف جماعة سيدي الطيبي في أرضه واستغلالها في إطار عملية إعادة الإيواء، دون تعويضه. وانتابت الضحية محمد الصوفي، وهو سلالي ينتمي إلى الجماعة السلالية «أولاد انصر مالوط»، حالة غضب شديد، بعدما تماطل رئيس الجماعة القروية في صرف التعويضات المقررة له في إطار هذا المشروع، أسوة بباقي المستفيدين الذين حصلوا على مبالغ مالية في ظروف غامضة. وكشفت المصادر أن السلالي سئم وعود الرئيس بتعويضه ماديا عن استغلال شركة عقارية ل»الجْنانات»، التي توجد في ملكيته، وشروعها في تجزيئها، دون أن يتم صرف مستحقاته، وهو ما دفعه إلى الإعلان، أمام الملأ، عن كونه سيضع حدا لحياته حرقا. وسارع الصوفي، المتزوج والأب لثلاثة أبناء، إلى حمل قنينة مملوءة بالبنزين، مانعا الجميع من الاقتراب منه ثم سكب هذه المادة على نفسه، قبل أن يبادر إلى إشعال النار، التي التهمت سائر أعضاء جسمه، فيما تدخل بعض المواطنين لإخمادها، واستدعاء سيارة إسعاف نقلته على وجه السرعة إلى المركب الجهوي الاستشفائي لتلقي الإسعافات الضرورية. وتعيش منطقة «سيدي الطيبي» على إيقاع احتجاجات شبه يومية لسلاليين يطالبون بالتعويض عن استغلال أراضيهم ومواطنين سئموا العيش في ظروف تغيب عنها أدنى شروط العيش الكريم، بسبب تفشي ظاهرة البناء العشوائي التي حولت الجماعة إلى بؤر لكل أنواع الفساد والإجرام والتردي الاجتماعي والاقتصادي. وعلمت «المساء» أن الفريق البرلماني لحزب العدالة والتنمية طلب رسميا، إيفاد لجنة تحقيق إلى جماعة سيدي الطيبي للوقوف على ما أسموه «الاختلالات» التي تعرفها عملية إعادة الهيكلة بهذه الجماعة، وكذا التحري بشأن طريقة صرف التعويضات عن المنشآت السطحية والبنايات والمساكن، خاصة في ظل الحديث عن وجود تجاوزات خطيرة عرفتها هذه العملية.