أكدت دراسة حديثة أجراها المركز القومي للبحوث الاجتماعية، أن الملل الزوجي هو السبب الرئيس للطلاق، وأشارت الدراسة إلى أن النسبة الأكبر لحالات الطلاق العاطفي تحدث بعد سن الخمسين، حيث أن بعض الأزواج قد يكونان متفاهمان جدا قبل الزواج، ولكن بعده يتحول كل منهم إلى ديكتاتور لا يقبل أي نقاش، وعلى عكس ما تذهب إليه الدراسة قد تنفجر أزمة الطلاق العاطفي مبكرا بين الزوجين وهما في مرحلة الشباب. معاناة نوال الأستاذة الجامعية لها تجربة زواج أكملت منذ أيام ثماني سنوات تقول نعم "اللحم تخاوى " هذه طبيعة الأشياء، ورغم أن تجربتي تعتبر حديثة بالنسبة للكثيرين فالأمر لا يحتاج إلى عشرات السنين لتخبو الرغبة أو حتى تتلاشى الجاذبية المتبادلة بين الزوجين، في البداية نعم كانت المشاعر ساخنة والاهتمام بشريك الحياة في ذروته، ولكن بمرور الوقت تستهلك المشاعر كما تستهلك كل الأشياء وتتقادم، أذكر أننا احتفلنا بعيد الزواج في ذكراه الأولى فقط وفي العام التالي تبادلنا التهنئة ثم لم نعد نتذكر ذلك التاريخ في موعده، ولكنني لست غاضبة فمرور الزمن له أثر لا يمكن مقاومته، مشاعرنا تتغير وتبرد بالتوازي مع تقدمنا في العمر، وربما بوتيرة أسرع كثيرا كما أن كلامنا يتعود على وجود الآخر، ولا يصبح اللقاء له طعم المفاجأة السارة المرتقبة، ولا يعود موعد العشاء معا له أي أهمية ولا يبقى لحديث المساء من أثر بعد مرور السنة الأولى، ولكن كل ذلك طبيعي فالزواج ليس غزلا دائما، ومن يتطلعون إلى مشاعر دافئة مستمرة هم وا همون. الاهتمام بالأولاد أما محمد وهو زوج وأب لأربعة أبناء، أكبرهم في العاشرة له رأيه الخاص في المرأة، بعد تجربة زواج ممتدة لأحد عشر عاما يقول غاضبا المرأة تقسم حياتها دون أن تدري إلى قسمين، في القسم الأول تكون فتاة متأنقة تتفنن في رعاية أنوثتها وتهتم بكل التفاصيل من شعرها إلى أظافر قدميها، ذلك كله بهدف واحد هو الإيقاع برجل تثير إعجابه فيتزوجها، عندئذ تضع نقطة في نهاية السطر وتودع عطورها وتلقي بقلم أحمر الشفاه في سلة المهملات، وتخاصم المرآة وتبدأ مرحلة الطبخ ورعاية الأولاد، وتنسى أنها أنثى متزوجة وتتحول بسرعة إلى سيدة بدينة بطيئة، ترى ذلك تفانيا في خدمة البيت والأولاد والزوج. رأي الأخصائي سامية الساعاتي أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس تقول: إذا ساد الملل والصمت في الحياة الزوجية فهذا مؤشر خطير لفتور العلاقة الزوجية، وهو الطريق إلى "الطلاق العاطفي" والفتور في العلاقة الزوجية إحساس طبيعي وخاصة في ظل وجود طرفين يشتركان في كل تفاصيل الحياة اليومية، وله أسبابه المتعددة في كل مرحلة من مراحل الحياة. وتواصل د.سامية حديثها قائلة: والخطورة في مسألة الملل الزوجي هي أن يسود الصمت بين الطرفين ويستمر، وتتراكم الهوة النفسية، ويتفاقم الإحساس بالملل، دون أن يصرح بذلك أي طرف للآخر، وتصبح الحياة بينهما وكأنها تحصيل حاصل، أو حياة زوجية تسير بقوة الدفع.. وينصح يسرى عبد المحسن أستاذ الطب النفسي بكلية الطب جامعة القاهرة كلا الزوجين بضرورة الخروج من دائرة الملل وتداعياته النفسية والاجتماعية، ومعالجة الأمر بمرونة وبالحوار البناء، خاصة أن الحب يمكن أن يتجدد بإضفاء الدفء على العلاقة والإحساس بالأمان، وتأكيد كل طرف على تمسكه بالعلاقة وإمكانية تجديد الحياة بقليل من الجهد، مع الابتعاد عن الروتين والتكرار في جوانب الحياة الزوجية، وإضفاء البهجة وإن كان الدور الكبير للزوجة بلمساتها الأنثوية، إلا أن الرجل أيضا له دور بارز في ذلك. نصائح لمقاومة الملل في الحياة الزوجية -الاحترام المتبادل بين الزوجين -تجنب الشكوى والغضب والصراخ -المصارحة بين الطرفين مع حسن الإنصات -الابتعاد الجسدي لفترة مؤقتة ليتم الاشتياق -أعلن لزوجتك بأنك مازلت تراها جميلة -أخبرها دائما بأنك تحبها ولا تستطيع العيش من دونها -المرح والمزاح بين الزوجين -اتصل دائما بها في اليوم أكثر من مرة -التخطيط للسفر في رحلة قصيرة للاستجمام -تغيير أثاث المنزل أو نظامه أو أصناف الطعام التي تكررها عدة مرات في الأسبوع . - تبادل الزيارات الأسرية مع الأصدقاء .