عمدت شبكات الاتجار الدولي في المخدرات إلى إدخال تقنيات جديدة قصد تسهيل مهمتها في تهريب كميات كبيرة من المخدرات انطلاقا من موانئ المغرب. وتقوم هذه التقنية على تأسيس شركات وهمية ظاهرها القيام بأنشطة تجارية وصناعية مشروعة وباطنها تسريب المخدرات بطريقة سلسلة وبعيدا عن أعين رجال الأمن. وكشفت القضية التي ستناقش فصولها اليوم الثلاثاء بمحكمة الاستئناف بأكادير عن جزء من هذه الخطة، بعد أن تم ضبط أزيد من 7 أطنان داخل مستودع لإحدى الشركات مدسوسة في علب كارطونية بحاويات خشبية تحتوي على الزليج التقليدي. ويوجد على رأس هذه الشبكة شخص إنجليزي الجنسية قام باستقطاب نجل أحد رجال الأعمال المغاربة المعروفين حيث التقاه في معرض خاص بإنتاج الرخام والأحجار الصناعية بتركيا، وبعد أن توطدت العلاقة بينهما أخبره أن الجميع حاليا يتاجر في المخدرات نظرا لما تدره من أرباح. وصارت كل اللقاءات التي تجمعهما تتمحور حول نفس الموضوع، أي تجارة المخدرات وتصديرها نحو أوربا، وتم الاتفاق على أن يتولى زعيم الشبكة إيرلندي الأصل إحضار المخدرات، في حين يتكفل رجل الأعمال المغربي بمهمة إخراجها من المغرب، وتم الاتفاق أيضا على ألا تكون الشركة التي ستحدث لتصدير المخدرات تحمل اسمه. وفي الوقت الذي كانت تتم فيه هذه الترتيبات كانت عناصر الشبكة التي يتزعمها هذا الشخص الايرلندي تحت مجهر رجال عبد اللطيف الحموشي، إذ وضعوا كمينا للإيقاع به عبر الاتفاق مع شخص يعمل نظاراتيا بمدينة اكادير سبق له أن درس بأوكرانيا من خلال التهييء لإنشاء شركة للتصدير والاستيراد تمهيدا لتصدير هذه المخدرات بما أن رجل الأعمال المغربي المعروف لم يشأ أن تكون الشركة التي كلف بإنشائها تحمل اسمه. ومن أجل طمأنة الشخص المشار إليه وإثبات قدرة شركته المحدثة قام بتصدير كمية من الزليج البلدي، وبعد نجاح العملية الأولى تم إحضار كمية من المخدرات قدرها 6 أطنان و600 كلغ من قبل نجل رجل الأعمال المشار إليه فأخطر رجال الحموشي على وجه السرعة لكن عوض أن يتم اعتماده كشاهد في القضية تم اعتقاله هو الآخر. وبحسب إفادات والد هذا النظاراتي الذي أدين في هذه القضية ابتدائيا بعشر سنوات سجنا، فإن رجال الحمومشي قصدوه في البدء من أجل القيام بعمل وطني بحسب تعبيرهم لكن تم التخلي عنه مباشرة بعد الإيقاع بعناصر هذه الشبكة التي لم يلق لحد الآن القبض على رأسها المدبر. ويضيف والد النظاراتي في تصريح ل«المساء» أن ولده يواجه تهديدات مختلفة من عناصر الشبكة، كما أن رجال المخابرات الذين استعملوه في هذه القضية تخلوا عنه ولم يقدموا ما من شأنه أن يبرئ ساحته من هذه التهمة. خطة شبكات الترويج الدولي للمخدرات لا تقوم فحسب على استقطاب رجال أعمال مفلسين أو يواجهون صعوبات مالية من مختلف التخصصات بل إن الاستقطاب يطال أيضا رجال الجمارك الذين يبقى عليهم الدور الأكبر في تسريب كميات هائلة من المخدرات حتى تبقى في مأمن من أعين المراقبين، وتقدم هذه الشبكات إغراءات مالية ضخمة قد تتجاوز 100 مليون سنتيم عن كل عملية