عاد رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران ليوجه مدفعيته نحو خصومه السياسيين في المعارضة، بعدما أبدى تخوفه من فقدانهم استقلالية القرار السياسي، والخضوع لأجندة أطراف أخرى. كما استغل فرصة الجلسة الشهرية، التي نظمت أول أمس الأربعاء بمجلس المستشارين، ليبعث برسائله إلى المؤسسة الملكية، قائلا إن «ثقافة الملك إسلامية». واعتبر بنكيران، في الجلسة التي خصص موضوعها للهجرة والتنقل، أن «من يسمع المعارضة وهي تتحدث سيتصور أن سفينة المغرب غرقت أو سوف تغرق»، حيث سجل أن «الحكومة ورئيسها مثل الكرة في التيران كلما سقطت كايضربها الآخر، حتى قبل أن تسقط». وأكد في هذا السياق أن هناك من يتحدث عن المغرب و«كأنه عاد قطر به السقف»، حيث اعتبر أن كلام المعارضة «كايعيف»، مضيفا أن «المغاربة يكرمون الضيف ولا يسألون عن دينه، والمهاجر دائما مرحب به في المغرب ويجد مكانه». وقال بنكيران إن الحكومة مستعدة للاستماع للملاحظات المثارة حول سياستها، ولا تتضايق من ذلك، «لكننا نخاف أن تفقدوا استقلاليتكم». موقف أثار غضب مستشاري المعارضة الذي دخلوا في سجال مع رئيس الحكومة، فيما ظل هو يردد «غادي نقول اللي بغيت». وخاطب بنكيران محمد ادعيدعة، رئيس الفريق الفدرالي، قائلا: «مكانخفاش منك، إيلا بغيتي تكون أسد علي وفي الحروب نعامة، واحمد الله اللي مجاوبتكش». رئيس المجلس الشيخ بيد الله لم يسلم هو الآخر من انتقاد بنكيران بعدما طلب منه مواصلة الحديث، فقال له: «غادي نكمل ألرئيس بلا جميل، لأنه حقي الدستوري والقانوني». واعتبر بنكيران بأن ما نخاف منه في المغرب هو أن تفقد مؤسساتنا الاستقلالية، «فأن تنتصروا علينا في الانتخابات فهذا مقبول، وانتصار الديمقراطية هو انتصار لنا، لكن ما نخاف منه هو فقدان الإرادة المستقلة، وأن يتم الخضوع لتوجيهات الغير، وأن تصبح هناك تواطؤات مشبوهة، فساعتها نحن الذين سننتصر». من جهة أخرى، استغل رئيس الحكومة الجلسة الشهرية بمجلس المستشارين لتوجيه رسائله إلى المؤسسة الملكية، حيث أكد أن «جلالة الملك الحمد لله لا ينتمي لطرف، بل هو فوق الجميع، لأنه لا ينتمي لأحزاب سياسية أو مؤسسات دستورية ولا للجهات المكونة للدولة، ولديه القدرة للانتباه للإشكاليات التي يعيشها المغرب كما هو الشأن بالنسبة للإشكالية الأمنية الأخيرة، وقضية الهجرة أيضا، فهو له ثقافة هذه الأمور، ولهذا فهو أمير المؤمنين». واعتبر في هذا السياق أن «ثقافة الملك إسلامية، والحمد لله على لطف الله، لأنه عندما يريد أن يتدخل لا تكون لديه العوائق الموجودة لدى الأحزاب أو الحكومة أو أي طرف، بل يعدل الكفة ويوجه الدولة للأمور التي لم تنتبه إليها بما فيه الكفاية، وهذا نتيجة تجربة، فجلالة الملك الله يجازيه بخير ينبه الدولة والحكومة». وخاطب بنكيران معارضيه قائلا: «الملك هو رئيس الدولة بمنطق الدستور. إيلا ماقداتكومش أمير المؤمنين، وهذا العمل هو عمل الحكومة، فالتوجيهات جاءت من جلالة الملك والعمل ديال الحكومة».