دفع حادث «الانتحار»، الذي وقع أول أمس بمركز سيدي بطاش التابع لإقليم بنسليمان، وزارة الداخلية إلى المسارعة بإصدار بلاغ مقتضب، أعلنت فيه عن استدعاء قائد المركز إلى مصالحها المركزية في انتظار صدور نتائج التحقيق. وجاء بلاغ الوزارة عقب تداول معلومات أولية، تفيد بأن قائد المركز، وهو نجل الجنرال حجار المفتش العام للقوات المساعدة ورئيس المنطقة الشمالية، أقدم على حلق رأس الهالك البالغ من العمر 25 سنة، بعد توقيفه بمعية عدد من الشبان على هامش المهرجان الربيعي الذي أقيم بالمنطقة، حيث تم نقله، وفق روايات محلية، إلى مقر المركز بطريقة مهينة، وتعريضه للضرب، قبل أن تنتهي حياته بطريقة لازالت ملابساتها غامضة لحد الآن. ومن المنتظر أن تباشر مصالح وزارة الداخلية البحث مع القائد لتحديد المسؤوليات في هذه الواقعة، في الوقت الذي نقلت جثة الهالك إلى مستودع الأموات في انتظار خضوعها للتشريح الطبي، وتسليمها إلى عائلة الضحية قصد دفنها، موازاة مع استعداد جمعيات حقوقية محلية للاحتجاج. وفي سياق متصل أعلنت خديجة الرياضي، الرئيسة السابقة للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، أن الجمعية بصدد تجميع كافة المعطيات حول هذه الواقعة من أجل معرفة حقيقة ما حدث، وقالت إنه من السابق لأوانه التسليم بالرواية الرسمية، وأنه «لابد من الكشف عن نتائج التشريح الطبي ورصد المعطيات المتعلقة بالهالك وشخصيته وظروف ما حدث». وكان نفس القائد قد عين مباشرة بعد تخرجه بالمقاطعة السادسة بمدينة تمارة، التي اشتهر فيها بعصا كهربائية كان يحملها معه، قبل أن يتم نقله من تمارة، بعد أن نسبت إليه سلسلة من حوادث الاعتداء والشطط، ومنها ملف يتعلق بصفع نقابي داخل مقر المقاطعة، وتعنيف أستاذ جامعي بعد توقيفه للتحقق من هويته، وإصدار أوامر للقوات المساعدة بضربه بالهراوات داخل سيارة الخدمة، مما أسفر عن إصابة الأستاذ الجامعي بجروح سلمت له على إثرها شهادة طبية حددت مدة عجزه في 25 يوما، ليصدر بعد ذلك قرار بإعفائه من مهامه وإلحاقه بالإدارة المركزية، حيث بقي بدون مهمة لمدة شهرين، قبل أن يتم تكلفيه من جديد بمنصب قائد بسيدي بطاش. ويأتي هذا الحادث في ظل تداول أنباء عن وقوع عدة تجاوزات شهدتها عدد من المدن، خاصة بالدار البيضاء، في إطار الحملة التي أعلنتها وزارة الداخلية لمحاربة ما أصبح يعرف ب»التشرميل»، حيث أكد بعض الشبان تعرضهم لحلاقة شعورهم بالعنف والإكراه، وهو ما تم نفيه بشكل غير رسمي، قبل أن تتفجر هذه الواقعة.