نجحت أغلبية عبد الإله بنكيران في معركة استعادة كرسي رئاسة مجلس النواب، من حليفهم الأسبق، حزب الاستقلال، بعد أن حصل مرشحها رشيد الطالبي العلمي، خلال جلسة انتخاب رئيس المجلس المنظمة مساء يوم الجمعة الماضية، على 225 صوتا مقابل 147 صوتا لمرشح المعارضة كريم غلاب، فيما أعلن عن صوتين ملغيين، تضمنت إحداهما عبارة «لشكر لح...»، وهي العبارة التي اعتبرت مسيئة للكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. وكان لافتا خلال عملية انتخاب الرئيس الجديد للغرفة الأولى، التي استمرت لما يقارب أربع ساعات، حرص فرق الأغلبية على ضمان فوز مرشحها من خلال تعبئة صفوفها، وضمان تواجد جميع برلمانييها لتلافي كل مفاجأة غير سارة، وهو ما تجلى من خلال حضور الفريق التجمعي بكامل أعضائه البالغ عددهم 54 برلمانيا، والفريق الحركي بنوابه ال 33، وفريق التقدم الديمقراطي ب 20 برلمانيا من أصل 21، فيما تغيب أربعة نواب من فريق العدالة والتنمية ليكون حضوره ممثلا في 101 نائبا من أصل 105. بالمقابل، ضمنت فرق المعارضة حضور 50 نائبا استقلاليا من أصل 59، و 45 برلمانيا من فريق الأصالة والمعاصرة من أصل 48 نائبا، في حين حضر 30 نائبا اتحاديا. إلى ذلك، خيمت أجواء من السخط على الفريق الاستقلالي، بعد أن بدأت تلوح في الأفق هزيمة مرشحهم، بسبب ما اعتبروه خيانة من برلمانيي المعارضة الذين صوتوا لصالح العلمي، ما جعل نور الدين مضيان، رئيس الفريق يقول على مرأى ومسمع حميد شباط، الأمين العام للحزب، وغلاب:» المعارضة خانتنا». وحسب مصادر برلمانية، فإن عملية التصويت كشفت عن تصويت 10 نواب من الفريق الدستوري و7 من الاتحاد الاشتراكي على مرشح الأغلبية، في رسالة إلى من يهمه الأمر. من جهة أخرى، لم تخل جلسة انتخاب رئيس مجلس النواب من بعث إشارات سياسية، كانت أولاها حرص الغريمين السابقين مصطفى المنصوري والعلمي على تأكيد طي صفحة خلافاتهما بولوج قاعة الجلسة متعانقين، وإبداء حسن النية أثناء عملية التصويت، إذ عمد المنصوري إلى خرق النظام الداخلي للمجلس الذي يؤكد على سرية التصويت بكشفه عن ورقة تصويته التي تضمنت اسم العلمي، وهي العملية التي أثارت سخط الفريق الاستقلالي الذي وثق للحادث بصورة فوتوغرافية، لا يستبعد أن تستعمل للطعن في انتخاب مرشح أغلبية بنكيران. وفيما بدا عبد الله بوانو، رئيس الفريق النيابي للعدالة والتنمية، أكثر حماسة وشراسة في التصويت لمرشح الأغلبية والتعبئة له، والإعلان عن فوزه قبل انتهاء عملية الفرز، بدت الخلافات والانقسام بين معسكر لشكر ومعسكر أحمد الزايدي، رئيس الفريق النيابي، واضحة للعيان، بعد أن اختار هذا الأخير الجلوس في أعلى القاعة بعيدا عن المكان الذي اعتاد الجلوس فيه، في حين اتخذ الكاتب الأول مقعدا له في المقدمة. وكانت لحظة انتخاب رئيس المجلس أكثر دلالة على انقسام رفاق عبد الواحد الراضي، بعد أن اختار معسكر الزايدي توجيه رسائل مباشرة بتصويتهم على مرشح الأغلبية ضدا في لشكر وحليفه شباط.