الملك محمد السادس يوجه خطابا إلى الأمة بمناسبة الذكرى ال49 للمسيرة الخضراء    في آخر فرصة لهم.. وسيط المملكة يقترح على طلبة الطب حلين لإنهاء الأزمة    في ذكرى المسيرة الخضراء.. ترامب يعود للبيت الأبيض و"مغربية الصحراء" قد تكتسب زخماً جديداً    وزارة الصحة تكشف خريطة بناء مستشفيات جديدة بقدرة استيعابية تتجاوز 5000 سرير    وزير الفلاحة: ميزانية الاستثمار في قطاعات الفلاحة والتنمية القروية و المياه والغابات والصيد البحري تفوق 17 مليار درهم سنة 2025    الجديدة : لقاء تواصلي حول برنامج GO SIYAHA بحضور فاعلين في مجال السياحة    الانتخابات الأمريكية: الجمهوريون يحصدون الأغلبية بمجلس الشيوخ    "فيفا" يلزم الوداد والأندية بالمشاركة بأقوى اللوائح في "موندياليتو 2025"    الرابطة البيضاوية تعزي في وفاة والدة هشام سهيل    بسبب تراجع مستواه … صابر بوغرين تتراجع قيمته السوقية    استئنافية البيضاء تحدد أولى جلسات محاكمة القاضية المتقاعدة    برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بالسيدا يعلن تعيين الفنانة "أوم" سفيرة وطنية للنوايا الحسنة    استثمارات تنموية تفتح آفاقاً جديدة للفئات الهشة والشباب بالفحص-أنجرة    لحماية القطيع.. وزير الفلاحة يمنع ذ بح الإناث القادرة على التكاثر    برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بالسيدا.. تعيين الفنانة "أوم" سفيرة وطنية للنوايا الحسنة    دونالد ترامب معلنا فوزه بالبيت الأبيض: "صنعنا التاريخ"    أبطال أوروبا: هزيمة مفاجئة للريال في البيرنابيو وسيتي يسقط بالأربعة أمام سبورتينغ    ترامب: حققت فوزا تاريخيا وسنغلق الحدود أمام المجرمين    اختتام فعاليات الدورة التدريبية لحكام النخبة (أ)    قيوح يستعرض ميزانية وزارة النقل واللوجستيك برسم مشروع المالية 2025    بركة: 43.1 مليار درهم مجموع الاستثمار العمومي في قطاعات التجهيز والماء برسم ميزانية الوزارة ل2025    طقس الأربعاء.. ارتفاع درجات الحرارة وتناثر حبات رملية بالاقاليم الجنوبية    كيوسك الأربعاء | مقترح جديد ينهي أزمة أطباء المستقبل    ذكرى المسيرة الخضراء.. الملحمة الخالدة    الانتخابات الأمريكية..ترامب يتقدم على هاريس في ولاية بنسلفانيا    ترامب يعلن فوزه ويعد بعصر ذهبي جديد لأمريكا    الجمهوريون يكتسحون الانتخابات.. واحتفالات بين أنصار ترامب بالفوز قبل إعلان النتيجة النهائية    وزير الداخلية القطري: إقرار التعديلات الدستورية في قطر ب 90.6 بالمائة من إجمالي الأصوات الصحيحة    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الأربعاء    بدء إغلاق صناديق الاقتراع في أمريكا    29 برلمانيا بمجلس المستشارين يصادقون على مشروع قانون إصلاح المراكز الجهوية للاستثمار وثلاثة يمتنعون        منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية تطلق بباريس مراجعة سياسات الاستثمار في المغرب    الرباط.. إطلاق العديد من مشاريع التسريع المدني للانتقال الطاقي        بنك المغرب يكشف حقيقة العثور على مبالغ مالية مزورة داخل إحدى وكالاته    "الأطفال وكتابة الأشعار.. مخاض تجربة" إصدار جديد للشاعرة مريم كرودي    18 قتيلا و2583 جريحا حصيلة حوادث السير بالمناطق الحضرية خلال الأسبوع المنصرم    مجموعة بريد المغرب تصدر طابعاً بريدياً تذكارياً بمناسبة الذكرى العاشرة لمتحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر    التجمع الوطني للأحرار يستعرض قضايا الصحراء المغربية ويشيد بزيارة الرئيس الفرنسي في اجتماع بالرباط    مرحلة ما بعد حسم القضية..!    كَهنوت وعَلْموُوت    بن صغير يكشف أسباب اختياره للمغرب    تحقيقات جديدة تهز كرة القدم التشيلية    رئيس الحكومة يستعرض إنجازات المغرب في التجارة الخارجية    "روائع الأطلس" يستكشف تقاليد المغرب في قطر    فن اللغا والسجية.. المهرجان الوطني للفيلم/ جوائز المهرجان/ عاشت السينما المغربية (فيديو)    حقيقة انضمام نعية إلياس إلى الجزء الثالث من "بنات للا منانة    أولمبيك أسفي يوجه شكاية لمديرية التحكيم ضد كربوبي ويطالب بعدم تعيينها لمبارياته    القفطان المغربي يتألق خلال فعاليات الأسبوع العربي الأول في اليونسكو    أطباء العيون مغاربة يبتكرون تقنية جراحية جديدة    الجينات سبب رئيسي لمرض النقرس (دراسة)    خلال أسبوع واحد.. تسجيل أزيد من 2700 حالة إصابة و34 وفاة بجدري القردة في إفريقيا    كيفية صلاة الشفع والوتر .. حكمها وفضلها وعدد ركعاتها    مختارات من ديوان «أوتار البصيرة»    وهي جنازة رجل ...    أسماء بنات من القران    نداء للمحسنين للمساهمة في استكمال بناء مسجد ثاغزوت جماعة إحدادن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بوريكات: الوزير الغيساسي فطن إلى أن مدرب «الجيش» كذب على الملك
قال إن الأميرة للا نزهة أخبرتهم بأنه يصعب عليها التدخل في قضية تعني الدليمي
نشر في المساء يوم 04 - 04 - 2014

عندما اقتحمت عليه «المساء» خلوته في باريس، كان يسند رأسه إلى رأس شقيقه بايزيد، يتحاكيان ذكريات يختلط فيها المجد بالمرارة. فوق كرسي اعتراف «المساء»، حكى مدحت «René» بوريكات عن والده التونسي الذي تعلم مبادئ الاستخبارات في الأكاديمية العسكرية بإسطنبول، فقادته إلى الرباط؛ وعن والدته العلوية، قريبة محمد الخامس؛ وعن نشأته وإخوته في محيط القصر الملكي واحتكاكه بالأمراء.. يتذكر مدحت يوم بعثه والده في مهمة خاصة إلى محمد الخامس في فرنسا بعد عودته من المنفى.. ثم اشتغاله في موقع حساس في باريس جعله يتنصت على مكالمات الأمراء والوزراء.. إلى أن سمع ولي العهد يتحدث إلى طبيب والده عن المرض الذي تسبب في وفاة محمد الخامس، والتي يقول بوريكات أنْ «لا علاقة لها بالعملية التي أجريت له على الأنف». في «كرسي الاعتراف»، نتعرف مع مدحت «René» على محيط الملكين محمد الخامس والحسن الثاني، وعلى علاقة المال بالسياسة، وما يتخلل ذلك من دسائس القصور التي قادته، رفقة أخويه بايزيد وعلي، من قمة النعيم إلى متاهات الجحيم في تازمامارت، وجرجرت والدته وأخته بين دهاليز المعتقلات السرية. تفاصيل التفاصيل التي غابت عن كتابه «ميت حي - شهادات من الرباط 1973 إلى باريس 1992» يستحضرها مدحت بوريكات، الذي فقد 20 سنتيما من طوله خلال 20 سنة من الاعتقال، بقدرته المدهشة على الحكي الذي يجعله، يخرج من دور الضحية ليحاكم جلاده، بالسخرية منه طورا، وبالشفقة عليه طورا آخر.
- ما هي حكاية منجم الرخام الواقع بنواحي الراشيدية الذي كانت لديكم رخصة استغلاله، والذي سيكون بداية مأساتكم الكبيرة؟
كنت أنا وشقيقاي علي وبايزيد قد عثرنا على ودائع أحفورية «Un gisement de fossiles» في نواحي أرفود، وبالضبط في جماعة الطاوس، فطلبنا من وزارة الأشغال العمومية أن تمنحنا رخصة استغلال مقلع الرخام وغيره من المواد المتوفرة هناك، وقد كلفنا إعداد المقلع الكثير من المصاريف، فقد جلبنا إلى المنطقة الكثير من الآليات وشغلنا عشرات العمال الذين بدؤوا يفضلون العمل معنا لأننا كنا نصرف لهم رواتب أعلى من منافسينا في المنطقة ونقدم إليهم وجبة غداء. هناك في أرفود، التقينا بمهندس معادن فرنسي سابق كان يقيم منذ مدة هناك ويشتغل مع شركات استخراج الرصاص، وعندما نفد هذا المعدن من المنطقة أصبح يشتري المعادن من صغار المستغلين بالمنطقة، ولكي يتمكن من تصديرها أسس شركة مجهولة الاسم، «شركة محدودة المسؤولية» (Sarl)، وبما أنه كان يحتاج إلى من يذلل أمامه الصعاب والتعقيدات الإدارية فقد اتصل بقريب له يعمل أستاذا في القنيطرة فعرفه على «Guy Cluseau»، المدرب السابق لفريق الجيش الملكي، والذي كان مقربا من الحسن الثاني، فجعله شريكا له في الشركة إلى جانب قريبه الأستاذ الفرنسي، بالإضافة إلى فرنسي آخر اسمه «بانغو» كان صاحب محل لبيع وإصلاح السيارات في الرباط، وكانت لي سابق معرفة به، حيث كنت أتعامل معه من خلال شركة استيراد السيارات التي كانت في ملك شقيقي بايزيد.
- هنا، بدأت مشاكلكم تتفاقم قبل أن تنتهي باعتقالكم..
نعم، فقد كانوا يستغلون منجم الرخام بدون رخصة مؤقتة «Autorisation provisoire»، وعندما تخوفوا من وجودنا إلى جانبهم ومنافستنا لهم، بالإضافة إلى أن القانون المغربي لم يكن يسمح للأجانب بإقامة المشاريع المربحة إلا إذا أشركوا فيها معهم مغاربة، فقد اتصل الفرنسي «بانغو» وكذا «Guy Cluseau»، مدرب فريق الجيش الملكي، بالكولونيل الدليمي، وأبرما معه اتفاقا يقضي بأن تصبح زوجة الدليمي مالكة لأكبر حصة في الشركة. بعدها بدأ مسلسل معاناتنا.. حيث أن قطعوا علينا الطريق، فلم يعد بإمكاننا الوصول إلى المقلع الذي كنا نستغله، ثم بدأنا نتلقى تهديدات منهم باسم الدليمي.
- هنا اتصل أخوك علي بالأميرة للا نزهة، زوجة احمد عصمان، لكي تدعمكم من جانبها؛ فما الذي قامت به في الموضوع؟
قالت له إنه يستعصي عليها القيام بأي شيء في موضوع يعني الدليمي، وأن كل ما يمكنها أن تقوم به هو أن تستدعي وزير الطاقة والمعان إلى حفل عشاء وتطلب منه تسهيل مأمورية استغلالنا للمنجم..
- من كان الوزير حينها؟
عبد اللطيف الغيساسي. حينها كان مجرد كاتب عام للوزارة، قبل أن يصبح وزيرا. وقد سبق لي أن زرته في مكتبه، وقبل أن أدخل عنده وجدت منافسنا «Guy Cluseau»، مدرب الجيش الملكي، في الانتظار.
- ما الذي قاله لك الوزير الغيساسي في الموضوع؟
حينها، كنت قد قابلته فقط حول أمور تقنية. لكن وأنا في مكتبه، أدخل إليه «الشاوش» طلب مقابلة من «Guy Cluseau»، فأمره الوزير بأن يدخله؛ وعندما ولج المكتب قمت وصافحته، فقد كانت بيننا سابق معرفة، لكوني كنت زميلا وصديقا لزوج أخته الفرنسي الذي كان يشتغل معي في البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية.
- ما الذي دار بين الوزير الغيساسي والمدرب « Guy Cluseau؟».
قال له: بعثني إليك الملك لكي تمنحنا رخصة استغلال منجم الرخام بأرفود، فأجابه الوزير بصرامة: أنا على اتصال دائم بصاحب الجلالة، ولو أنه كان بالفعل سمح لكم باستغلال المنجم لكان اتصل بي وأعطاني أوامره بذلك، ثم أضاف: سوف أتصل بصاحب الجلالة لأتأكد مما إذا كان ما تقوله صحيحا. قال له ذلك وأنهى الموضوع فامتقع وجه «»Guy Cluseau وقام مرتبكا وغادر، وبعدها تناقشت أنا والوزير في الموضوع الذي زرته من أجله؛ ولاحقا شرعنا في عملنا في استغلال المنجم قبل أن يلجأ منافسونا الفرنسيون إلى الدليمي للتضييق علينا.
- كيف تم منعكم من الوصول إلى الحيز الذي تستغلونه داخل المنجم/المقلع، وما الذي قمتم به في مواجهة ذلك؟
أولا، صدر قرار إداري بتوقيف الأشغال في المقالع في المنطقة برمتها، مع إعلان أن المقلع سيباع في المزاد العلني. وفي هذه الأثناء، قامت الشركة المنافسة لنا بإدماج الحيز الذي كنا نستغل في الحيز المخصص لها، ثم وضعت صخرة كبيرة على الطريق المؤدية إلى منطقتنا وكتبت عليها عبارة: «خطر.. ممنوع الدخول».
- ما الذي قمتم به أنتم لفك العزلة عنكم؟
اتصلت أنا بعضوين نافذين في حزب الاستقلال والاتحاد الوطني للقوات الشعبية.
- من كانا؟
لم أعد أذكر اسميهما. المهم أن الانتخابات وقتها كانت على الأبواب. وفي الليلة التي سبقت عرض المقلع للبيع في المزاد العلني، تعاقدت مع ذينك السياسيين، لكي يتقدما للمنافسة في المزاد على أساس أن يضمنا استغلالنا للمقلع في حالة ما إذا رست الصفقة عليهما. وقد تحدينا بهذه الخطوة النظام والسلطات التي كانت وقتها منشغلة بالانتخابات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.