بخلاف ما كان منتظرا، لم تقع أزمة الخبز خلال اليومين الماضيين، فقد فشلت الجامعة الوطنية لأرباب المخابز والحلويات في إرغام الحكومة على الاستجابة لمطالبها بعدما لم تستجب نسبة كبيرة من المخابز لقرار الإضراب الذي انطلق أول أمس الأربعاء واستمر طيلة يوم أمس الخميس. ورصدت «المساء» أجواء عادية في مجموعة من المدن والمناطق، حيث استطاع المواطنون اقتناء حاجياتهم من الخبز من خلال العديد من المخابز والأفران التقليدية التي قاطعت الإضراب، في الوقت الذي أكدت فيه مصادر مطلعة للجريدة أن وزارة الداخلية قامت بتعبئة غير مسبوقة بين أوساط الأفران التقليدية من أجل فتح أبوابها يومي الإضراب وتغطية الخصاص الحاصل في مادة الخبز. واتهم الحسين أزاز، رئيس الجامعة الوطنية لأرباب المخابز، في تصريح ل«المساء، ممثلي الجامعة في بعض المدن بتعمد إفشال الإضراب، وذلك من خلال تغليب الجانب السياسي على مطالب المهنيين، مشيرا إلى أن الجامعة مصرة حاليا على إعادة هيكلة مجموعة من مكاتبها وتمثيليتها من أجل تفادي ما وقع مستقبلا، وإنجاح المعارك المقبلة لكسب حرب الخبز ضد الحكومة. وحول نسبة الاستجابة للإضراب، قال أزاز إنها تباينت حسب المناطق والمدن، حيث ظلت دون 50 في المائة في القنيطرة ووجدة وطنجة، في حين قفزت إلى 80 في المائة في معظم أحياء الدارالبيضاء والرباط والمدن الكبرى، ووصلت إلى حدود 100 في المائة بزاكورة التي قررت المخابز فيها زيادة يوم واحد في الإضراب على أساس أن يستمر يومه الجمعة. وأشار أزاز إلى أن الإضراب شهد تدخلا قويا من طرف السلطات المحلية، و«جنود المقاومة» كما وصفهم، في بعض المناطق، حيث تم الضغط على بعض المخابز لفتح أبوابها، خاصة في منطقتي الفداء والبرنوصي بالدارالبيضاء. بالمقابل، قال رشيد الجبالي، الناطق الرسمي باسم جمعية أرباب الأفرنة والمخابز التقليدية بولاية الدارالبيضاء، إن الإضراب أبان بالملموس أن القطاع التقليدي هو قوة ضاربة يمكن أن تضمن تموينا عاديا للأسواق حتى لو أغلقت جميع المخابز العصرية أبوابها. وقال الجبالي إن الأفران التقليدية لم تلتحق بالإضراب انطلاقا من تشبتها بمسار الحوار مع الجهات الوصية على القطاع، مشيرا إلى أن الجمعية تقدمت بمشروع خطة استعجالية لإصلاح قطاع المخابز التقليدية.