تعرضت التلميذة فاطمة الزهراء بويدو لإصابات خطيرة على مستوى الرأس والعنق والعمود الفقري، بعد أن هوت من الطابق الثاني لمؤسستها التعليمية نتيجة إصابتها بنوبة «صرع»، زوال يوم الثلاثاء الماضي. ودفع الحادث تلامذة ثانوية ابن رشد بطريق صفرو بفاس إلى مقاطعة ما تبقى من امتحانات تجريبية كانوا بصدد إجرائها. هذا في وقت عمدت فيه عناصر الشرطة القضائية إلى التحقيق مع مدير المؤسسة، دون أن يشير إلى أن الحادث خلف مقاطعة التلاميذ لامتحاناتهم. فاطمة الزهراء بويدو، التي تنتابها نوبات «صرع» وتتبع العلاجات في المستشفى العسكري بمكناس تبلغ من العمر 20 سنة، والتي تتحدر من حي عوينات الحجاج، أكبر الأحياء الشعبية بالمدينة، لم يزرها لحد مساء يوم أول أمس الأربعاء أي مسؤول من هذه المؤسسة التعليمية، كما لم يتفقد وضعها أي مسؤول تعليمي. وأعاد هذا الوضع مسألة تأمين تلاميذ المؤسسات التعليمية العمومية من الحوادث إلى الأذهان. فاطمة الخلوفي، أم هذه التلميذة قالت ل«المساء» إنها هي وحدها من تدبر أمور علاج ابنتها وهي الملزمة لحد الآن بأداء واجبات عمليات جراحية باهظة الثمن أخبرت بأنها ستجرى لابنتها. وحده، قائد المنطقة، التي تتبع لها المؤسسة التعليمية انتقل إلى عين المكان لتجميع معطيات تسمح له بإعداد تقريره حول الموضوع، مع توجيه توبيخ ل«المقدم» الذي لم يصله «الخبر» في الوقت المناسب ولم يعمد إلى إشعار هذا المسؤول. أما مسؤولو المستشفى الجامعي الحسن الثاني، وهو المستشفى الجديد الذي دشنه الملك محمد السادس مؤخرا وقدم على أنه أكبر مستشفى بالجهة، فقد رفضوا استقبال هذه التلميذة اليتيمة إلا بعد أداء العائلة الفقيرة مسبقا لواجب «السكانير» والتشخيص الطبي. ولولا تدخل بعض رجال الأمن الذين تابعوا عملية نقل هذه التلميذة التي تواصل دراستها في السنة الثانية علوم تخصص حياة الأرض، لدى إدارة هذا المستشفى لقضي الأمر، يقول أحد الذين عاينوا نقل التلميذة وهي تنزف دما على مستوى الرأس، وفي حالة غيبوبة طويلة لتلقي الإسعافات الأولية بهذه المؤسسة العلاجية بعدما سقطت من الطابق الثاني للمؤسسة التعليمية، التي تفتقد إلى حواجز عالية من شأنها أن تمنع مثل هذه الحوادث، كما أنها تعاني من بنيات متردية حولت التساقطات المطرية الأخيرة أجزاء منها إلى بحيرات صغيرة، عرقلت السير العادي للدراسة بها.