خرج آلاف المواطنين، عصر أول أمس الثلاثاء، في مظاهرة احتجاجية أمام السفارة الفرنسية في الرباط، تعبيرا عن رفضهم التصريحات المنسوبة للسفير الفرنسي بالأمم المتحدة، والتي وصف فيها المغرب ب«العشيقة»، مما أثار حالة من الاستياء أصدرت على إثرها الحكومة بلاغا شديد اللهجة. وعمت حالة من الاستنفار الأمني محيط مقر السفارة الفرنسية، حيث طوق عدد كبير من رجال الأمن والقوات المساعدة مقر السفارة، فيما شوهد كبار المسؤولين الأمنيين وهم يرابطون أمام البوابة الرئيسية للتمثيلية الدبلوماسية لفرنسا. أما الأزقة المحاذية لمقر السفارة فتمركزت بها حافلات وسيارات للأمن والقوات المساعدة، تفاديا لوقوع أي انزلاقات، خاصة بعد حادث اقتحام القنصلية الجزائرية بمدينة الرباط. ورفع المشاركون في الوقفة شعارات تندد بالتصريحات المنسوبة للدبلوماسي الفرنسي، وصلت حد المطالبة برحيل السفير المعتمد في الرباط، وتقديم فرنسا اعتذارا رسميا للدولة المغربية، بسبب الإساءة التي خلفتها التصريحات الصادرة عن سفير فرنسا بالأمم المتحدة. ورغم ما راج بأن الداخلية أصدرت منعا للوقفة الاحتجاجية، فإن المدينة عرفت ساعات قبيل انطلاق الوقفة توافد المشاركين من عدد من المدن، حيث اصطفت الحافلات في موقف السيارات الخاص بالمكتبة الوطنية للمملكة المغربية، قبل أن يتجه المشاركون إلى شارع عقبة حيث توجد سفارة فرنسا. وكان أنصار شباط بمدينة فاس أكبر الحاضرين في المظاهرة، التي تحولت في بعض اللحظات إلى مسيرات مصغرة بشارع عقبة، حيث وصل عدد الحافلات القادمة من مدينة فاس إلى 30 حافلة، فيما جاءت عشرات الحافلات من مدن أخرى للمشاركة في التظاهرة الاحتجاجية. وقدرت مصادر أمنية عدد المشاركين في الوقفة بحوالي 2500 متظاهر.