بعد حالة استنفار أمني لم تعرفها مدينة طنجة من قبل، لم تستطع المصالح الأمنية إيقاف منفذي الهجوم المسلح على سيارة لنقل الأموال، وأكد مصدر مطلع أن حادث إطلاق النار وسرقة مبلغ مالي مهم من سيارة نقل الأموال بطنجة استنفر مختلف الأجهزة الأمنية، من أجل الوصول إلى منفذي الهجوم المسلح غير المسبوق. وأوضح المصدر ذاته أن بوشعيب ارميل، المدير العام للأمن الوطني أشرف شخصيا على التحقيقات التي باشرتها المصالح الأمنية، من أجل الوصول إلى الأشخاص الثلاثة الذين نفذوا الهجوم المسلح على سيارة نقل الأموال، قبل أن يفروا إلى وجهة مجهولة. مضيفا أن عمليات التحقيق والبحث وتمشيط الأحياء التي فر إليها المنفذون، شاركت فيها المصالح الأمنية لمدينة طنجة والشرطة العلمية والاستعلامات العامة وفرقة أمنية خاصة والدرك الملكي، الذي استعان بالمروحيات من أجل تمشيط المنطقة، والبحث عن المهاجمين الذين أطلقوا النار، بناء على مواصفات السيارة التي كانوا على متنها. وأكد المصدر ذاته أن خلية أمنية تم تشكيلها على مستوى ولاية أمن طنجة من أجل التنسيق بين المصالح الأمنية وقيادة التحقيقات للبحث عن متهمين بتنفيذ العملية المسلحة. وذكر المصدر ذاته أن التحقيقات استمرت من أجل الوصول إلى جميع التفاصيل المتعلقة بالعملية، وما إذا كانت فعلا المافيا هي التي تقف خلف العملية التي نفذت بطريقة احترافية، معتبرا أن الأشرطة المصورة التي التقطتها كاميرات المراقبة الخاصة بالوكالة البنكية الواقعة بشارع فيصل بن عبد العزيز مكنت من تحديد نوعية السيارة التي استعملها المتهمون في تنفيذ العملية، والتي مكنتهم من مغادرة مكان الحادث فور استيلائهم على المبلغ المالي الذي كان في سيارة نقل الأموال التابعة لشركة الأمن الخاص. وأشار المصدر ذاته إلى أن حالة رجل الأمن الخاص الذي أصيب بطلق ناري مستقرة، وأنه يتلقى العلاجات الضرورية بمستشفى محمد الخامس من آثار الرصاصة التي أصيب بها خلال الهجوم المذكور. في سياق متصل، علمت «المساء» من مصادر مطلعة أن التحقيقات التي باشرتها السلطات الأمنية حول جريمة السطو المسلح على سيارة نقل أموال، رجحت بقوة أن يكون المنفذون هم أنفسهم الذين يقفون وراء جريمتين أخريين استخدم فيهما الرصاص. وربطت المصادر ذاتها جريمة أول أمس الاثنين، بعملية قتل أحد الشبان نهاية ماي من العام الماضي، بحي «فال فلوري» ب3 رصاصات في الصدر والقلب، ثم سرقة سيارته الفاخرة، وهي من نوع «بي إم دابليو»، تلتها عملية مشابهة في منطقة «روكسي» شهر نونبر الماضي، استهدفت مواطنا إسبانيا من أصل مغربي، في محاولة لسرقة سيارته وهي من نوع «ميرسيديس»، وكلا الجريمتين لم يحل لغزهما بعد. من ناحية أخرى، أفادت مصادر «المساء»، أن المبلغ الذي استحوذت عليه العصابة من داخل سيارة نقل الأموال حدد في حوالي 550 مليون سنتيم، مضيفة أن العصابة سطت أيضا على وثائق بنكية كانت داخل السيارة. وكانت طنجة قد عاشت، أول أمس، تفاصيل جريمة هوليودية بعد أن قامت عصابة مسلحة بمهاجمة سيارة نقل أموال مستخدمة الرصاص الحي، وأصابت حارسين، قبل أن تقوم بسرقة أكياس نقود والفرار نحو وجهة مجهولة. وتعقبت سيارة من نوع «فولسفاكن –غولف» سوداء اللون، كان على متنها 4 أفراد، (تعقبت) سيارة نقل الأموال التابعة لشركة الأمن الخاص البريطانية «جي 4 إس»، إلى أن توقفت هذه الأخير أمام مدخل وكالة «التجاري وفا بنك» بشارع فيصل بن عبد العزيز، المعروف بطريق المحجز. ونزل شخصان من السيارة السوداء، وقام أحدهما بإطلاق 3 رصاصات، هي التي أكد أشخاص قريبون من المكان سماع ذويها، إحداها أصابت حارسا في ساقه، فيما توجه الثاني نحو شخص آخر كان داخل سيارة الأموال، ووجه إليه ضربة قوية بالعصا إلى الرأس، وقام الجانيان بحمل أكياس النقود إلى السيارة، ثم لاذا بالفرار نحو وجهة مجهولة، مستغلين فرار المارة المذعورين. واستقبل مستشفى محمد الخامس بطنجة، الحارسين المصابين، إذ أجريت عملية جراحية لأحدهما لاستخراج الرصاصة، فيما نقل الثاني، وهو المصاب في الرأس، إلى الرباط بالنظر لخطورة حالته. هذه العملية حركت الأجهزة الأمنية بشكل غير مسبوق، إذ حضر إلى عين المكان والي أمن طنجة، عبد الله بلحفيظ، إلى جانب رؤساء مصالح الشرطة القضائية والاستعلامات العامة، ومسؤولين كبار في الدرك والقوات المساعدة. واستعانت عناصر الأمن بطائرات مروحية «هيليكوبتر»، التي حامت فوق سماء مقاطعة السواني وطريق الرباط مباشرة بعد العملية، في محاولة لضبط سيارة تنطبق عليها المواصفات، قبل أن تحل بطنجة زوالا عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، فيما أكدت مصادر أخرى، وجود فرقة تدخل خاصة بالمدينة لتنفيذ أي عملية محتملة ضد أفراد العصابة. إ.روحي – ح.المتيوي