مازالت العديد من شقق المدينة العتيقة بتطوان تنهار تباعا، بسبب التساقطات المطرية القوية التي تعرفها المدينة من حين لآخر، دون أن تحظى بأي ترميم أو إصلاحات رغم التنبيهات المتكررة التي يوجهها سكان المدينة العتيقة للمسؤولين عن تطوان، سواء من الجماعة الحضرية أو ولاية تطوان. فبعد انهيار العديد من المنازل أو أجزاء منها، سواء بحي «السويقة» الشعبي، أو ب «النيارين» أو «باب الرموز» فإن وضعية المئات من الدور الآيلة للسقوط تزداد ارتفاعا، محدثة تهديدا حقيقيا سواء لقاطنيها أو للشقق المجاورة. ويتجاوز عدد الشقق المهددة بالانهيار بالمدينة القديمة500 منزل، في الوقت الذي وجه فيه خبير معماري من هيئة المهندسين المعماريين بتطوان تحذيرا للسلطات المختصة بخصوص عدد الشقق المهددة بالانهيار، والتي يرتفع عددها كل سنة، مطالبا «بالقيام بإحصاء شامل للمباني المعرضة للسقوط، ومهيبا، في حديثه مع «المساء» السلطات العمومية للقيام بهذه المهمة بتعاون مع الفاعلين في الميدان. مصادر من ولاية تطوان أفادت عن وجود «اعتمادات مالية خصصت لترميم الدور الآيلة للسقوط، في إطار برنامج تسهر عليه مؤسسة العمران منذ سنة 2006، بالإضافة إلى اعتمادات مالية عاجلة خصصتها الجماعة الحضرية لهذا الغرض» لكنها رغم ذلك لم تنجح في إصلاح أو ترميم العشرات من المنازل التي تهدد حياة السكان. ودعا محدثنا إلى الإسراع ب«القيام بإحصاء شامل للمباني المعرضة للسقوط، مهيبا بالسلطات العمومية للقيام بهذه المهمة بتعاون مع الفاعلين في الميدان»، إذ تمتد المدينة العتيقة التي أعلنت تراثا إنسانيا عالميا من طرف اليونيسكو سنة 1997، على مساحة إجمالية تقدر ب 50 هكتارا، مواجهة بذلك العديد من الإكراهات المرتبطة أساسا بتدهور البناء بالمدينة العتيقة، والمآثر التاريخية الموجودة داخلها. ويستغرب خبراء إسبانيون وأجانب من المهتمين بالمآثر التاريخية ل «الحالة المتردية التي وصلت إليها شقق المدينة القديمة، والتراث الإنساني المهمل بمدينة تطوان. وأعرب هؤلاء عن تفاجئهم من الإهمال الفظيع بعد زيارات خاصة قاموا بها للحمامة البيضاء، حيث أصبحت العشرات من شقق المدينة العتيقة شبه أطلال فوق رؤوس قاطنيها، مما يستوجب معه القيام بعمليات ضبط ومتابعة حالات ووضعية الدور الآيلة للسقوط، والتدخل في الوقت المناسب قبل انهيارها.