أدت المنافسة الشرسة بين الفاعلين في قطاع الاتصالات بالمغرب، والتي ساهمت في انخفاض أسعار المكالمات إلى مستويات قياسية، إلى تراجع قوي لرقم معاملات شركة «اتصالات المغرب» خلال العام المنصرم بحوالي 8.1 في المائة، ليستقر في حدود 21.29 مليار درهم، مقابل 23.17 مليار درهم خلال سنة 2012. وكشفت النتائج المالية لاتصالات المغرب، التي أعلن عن تفاصيلها، أول أمس الأربعاء، أن الحصيلة المسجلة داخل المغرب أثرت بشكل كبير على نتائج المجموعة، التي تضم باقي الفروع الموجودة في البلدان الإفريقية، حيث تراجع رقم المعاملات الإجمالي بحوالي 4.3 في المائة، لينتقل من 29.84 مليار درهم سنة 2012، إلى أقل من 28.55 مليار درهم خلال السنة الماضية. وحسب الأرقام التي كشفت عنها الشركة، فإنه لولا ارتفاع رقم أعمال فروع اتصالات المغرب الإفريقية بنسبة 9.5 في المائة، والذي أدى إلى التقليص من تأثير تراجع معاملات الشركة في المغرب على النتيجة العامة للمجموعة، لكانت النتائج أكثر سلبية خلال 2013. وانعكس تراجع رقم معاملات المجموعة على حصة اتصالات المغرب في النتيجة الصافية، حيث بلغت 5.54 مليارات درهم في سنة 2013 مقابل 6.7 مليارات درهم في 2012، مسجلة تراجعا بنسبة 17.4 في المائة، رغم أن عدد زبناء الشركة للهاتف المحمول قفز إلى 18.19 مليون مشترك، مقابل 17.85 مليون سنة 2012. وكانت المجموعة الفرنسية «فيفاندي» قد فوتت حصتها المقدرة ب53 في المائة في اتصالات المغرب إلى مجموعة «اتصالات» الإماراتية. وتعهد عبد السلام أحيزون رئيس الإدارة الجماعية ل«اتصالات المغرب»، بأن الشركة المغربية ستواصل سياستها الاستثمارية في المغرب والدول الإفريقية جنوب الصحراء. وفيما أشارت «اتصالات المغرب» إلى أن الاتفاق الذي أبرمه الطرفان الإماراتي والفرنسي سيمتد ليشمل الشركة الأم في الرباط وباقي فروعها الإفريقية، أكدت «اتصالات» الإماراتية، أن قيمة الصفقة الإجمالية بلغت 4.2 مليارات أورو، في أكبر صفقة يشهدها قطاع الاتصالات بالمغرب، موضحة أنها ستدفع ل«فيفاندي» 3.9 مليارات أورو مقابل حصة مساهمة المجموعة الفرنسية في «اتصالات المغرب»، كما ستؤدي 300 مليون أورو التي تمثل الأرباح عن أسهم «اتصالات المغرب» برسم السنة المالية 2012. وأعطت الصفقة الشركة الإماراتية حصة أغلبية في «اتصالات المغرب» التي تشغل خدمات للهاتف الثابت والهاتف المحمول والإنترنت في المملكة، ولها أيضا عمليات في بوركينا فاسو والغابون ومالي وموريتانيا. ومن المنتظر أن يكون قد تم إتمام الصفقة بشكل نهائي بداية سنة 2014 بعد الانتهاء من تنفيذ اتفاقية المساهمين مع المغرب، إضافة إلى الموافقات المتعلقة بالمنافسة والموافقات التنظيمية في المملكة المغربية وغيرها من الدول التي تعمل فيها «اتصالات المغرب»، بكل من بوركينا فاسو والغابون ومالي وموريتانيا.