تحول المقر الجهوي للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب الميناء بالدار البيضاء، عشية أول أمس الأحد، إلى حلبة لمشادة كلامية بين المنسحبين من هذه النقابة المحسوبة على حزب العدالة والتنمية وبين عناصر القيادة الحالية، بعد أن أقدم هؤلاء على تغيير أقفال المقر قبل أن يلتحق بهم على وجه السرعة عدد من المنسحبين الذين عقدوا صبيحة اليوم نفسه جمعا عاما تأسيسيا لنقابة جديدة أطلقوا عليها اسم «الاتحاد النقابي للشغيلة المغربية». ولم يحد من حدة الخلاف بين الإخوة الأعداء سوى تدخل رجال الأمن الذين طبقوا قاعدة « ويبقى الأمر عما هو عليه وعلى المتضرر أن يلجأ إلى القضاء». وأكد عبد الله عطاش، الكاتب الجهوي للاتحاد، في تصريح ل«المساء» أنهم راسلوا عدد من الجهات المسؤولة لتحميلها مسؤولية إقدام عناصر، كانت منتمية للنقابة وانفصلت عنها، على الاستيلاء على ممتلكات النقابة المكتوبة في اسمها. كما أكد عطاش عزم القيادة الحالية في رفع دعوى قضائية استعجالية ضد العناصر التي استولت على المقر بعد أن كسرت أبوابه الداخلية والخارجية ووضع لافتات باسم النقابة الجديدة. لكن عبد الله اسوفار، الكاتب العام الجديد الذي تم اختياره من قبل المنسحبين على رأس النقابة الجديدة أكد أن مقر الميناء هو من حق الاتحاد الجهوي لقطاع الموانئ، الذي التحق جميع منخرطيه بالنقابة الجديدة. وأوضح اسوفار في تصريح ل«المساء» أن عناصر من الكتابة الجهوية وعلى رأسها عبد الله عطاش حاولت اقتحام المقر ولما عجزت عن ذلك قامت بوضع أقفال جديدة. ولما سمعوا بهذه التطورات يضيف اسوفار «توجهنا إلى المقر بالميناء قصد الدفاع عن حقنا في المقر حينها وقعت مشادة كلامية قبل أن يتدخل رجال الأمن للتفريق بين المتنازعين والحيلولة دون تطور الأمر إلى مشادة بالأيدي». واتهم اسوفار من أسماهم بمسؤولي الاتحاد الوطني بالتصدع الذي لحق نقابة الراحل عبد الكريم الخطيب، مشيرا في السياق ذاته أن المنسحبين ضاقوا درعا بالتهميش الذي مورس عليهم وقرروا تأسيس نقابة تدافع عنهم. وكشف أن قطاعات عدة التحقت بالنقابة الجديدة بدءا بقطاع الموانئ والنقل وسائقي سيارات الأجرة الكبيرة والصغيرة والجماعات المحلية والتعليم والقطاع الفلاحي والقطاع الخاص كما حضر الجلسة الافتتاحية للمؤتمر التأسيسي أزيد من 600 مشارك ومشاركة. من جانبه، قلل عبد الله عطاش الكاتب العام الحالي للاتحاد من الحركة الانشقاقية التي تعرضت لها نقابته، مشيرا أن الشخص الذي قام بها هو من قيدومي النقابة، الذي أعطاهم درسا في كيفية تأسيس نقابة خلال خمسة أيام، وأشار عطاش إلى أن غالبية الذين حضروا الجمع التأسيسي ينتمون لقطاع الطاكسيات. وأوضح عطاش أن عملية تغيير الأقفال تمت بالتشاور مع سلطات الميناء ورجال الأمن قبل أن تتم مهاجمته من جديد من طرف المنسحبين، وأن الشخص الذي قام بتكسير الباب هو سائق طاكسي ولا علاقة له بقطاع الموانئ.