أثار تعاقد فريق الرجاء البيضاوي مع لاعب الوداد الرياضي جواد إيسن، وفق عقد مبدئي يمتد لأربع سنوات، والتقاط رئيس الرجاء محمد بودريقة لصورة تذكارية مع اللاعب، وتعميمها على وسائل الإعلام الكثير من الجدل خصوصا أن إيسن مازال مرتبطا بعقد مع الوداد يمتد لستة أشهر، فبينما اعتبر مسؤولو الوداد ذلك بأنه استفزاز لهم، فإن مسؤولي الرجاء اعتبروا الأمر عاديا وأنه يدخل في سياق سعي كل فريق إلى تعزيز صفوفه من أجل التطلع إلى المستقبل. لنتفق بداية على أن اللاعب إيسن واجه الكثير من المشاكل في فريق الوداد، فمنذ رحيل المدرب الإسباني بينيتو فلورو توارى هذا اللاعب إلى الخلف، ولم يعد يجد له مكانا داخل الفريق، والسبب هو خلافات حول العقد الذي يربطه بالوداد، فبينما يقول اللاعب إن العرض الذي قدم له لتجديد عقده لم يكن في مستوى تطلعاته، فإن مسؤولي الوداد ظلوا يروجون أن اللاعب رهينة بيد شخص آخر، هو الذي يحدد له ما يمكن أن يقوم به، وهو الذي يرسم له «خارطة طريقه»، وهو الذي كلما توصل اللاعب إلى اتفاق مع الوداد إلا وعاد في اليوم الموالي لينسف كل شيء، لكن هذا الكلام قد لا يكون دقيقا، لأن ليس هناك لاعب يمكن أن يهرب من دار العرس، فلو وجد إيسن ربما ما يحتاجه وتم الاتفاق معه، لجدد عقده مع الوداد، لذلك، من حق اللاعب أن يبحث عن أفق رحب، وأن يوفر لنفسه مصدر دخل محترم، هذا في ما يتعلق بالوداد، فماذا عن قيام رئيس الرجاء محمد بودريقة بالتوقيع للاعب وفق عقد مبدئي، والتقاط صورة معه، وتعميمها عبر وسائل الإعلام. إن حماس بودريقة مفهوم، فالرجل الذي ظل يعيش في الآونة الأخيرة تحت ضغط قضية صلاح الدين بصير، لم يجد أفضل من التوقيع لإيسن ليرمي الكرة في ملعب عبد الإله أكرم، وهو أمر يمكن أن يكون مقبولا، لن عندما يتجاوز الأمر إطاره، وينزع المسير جلباب التسيير، فإنه لابد من وقفة لإثارة الانتباه ودق ناقوس الخطر، ونرجو ألا تخرج غدا «كتائب بودريقة» في «الفايسبوك» وفي غيره من المواقع، لتقول إننا ضد الرجاء، بل إننا ضد سلوكات معينة، وضد طريقة تدبير تزرع الفتنة وتشجع على الشغب. لم يسبق لأي رئيس فريق سواء في المغرب أو في خارج المغرب، أن التقط صورة مع لاعب ، وهو مايزال مرتبطا بعقد مع فريق آخر، فما بالك إذا كان الأمر يتعلق بغريم تقليدي، كما هو الحال بين الرجاء والوداد. إن توقيع بودريقة لجواد إيسن، «ضربة معلم» بلا شك، لكن الصورة التي التقطها مع اللاعب أفقدت الضربة طعمها، بل وحورت النقاش، ووضعت بودريقة في صورة المشجع، وليس المسير، ومثل هذه السلوكات، بلا شك غير مقبولة، والمستشارون الذين أفتوا على بودريقة أن يلتقط الصورة ورطوه، ووضعوه في موقف حرج، لذلك، قلنا أكثر من مرة إن بودريقة يقود فريقا كبيرا وعليه أن ينصت لصوت ضميره، ولصوت العقلاء بدل «الحياحة».