هاجم محمد الوفا، الوزير المكلف بالشؤون العامة والحكامة، بشدة المندوب السامي للتخطيط، على خلفية الأرقام التي قدمها خلال ندوة صحفية عقدها الأسبوع الجاري، متهما إياه ب«الإساءة للبلد والحكومة التي يقودها حزب العدالة والتنمية». وأكد الوفا في تصريحاته، التي أدلى بها خلال استضافته بإحدى الإذاعات الخاصة المغربية، أن مصالح البلاد تبقى فوق كل اعتبار آخر، ولا تحتمل «لعب الدراري»، الذي تقوم به المندوبية، وقال: «إذا كان لشخص ما أو جهة ما حساب مع السيد عبد الإله بنكيران، فليقصده مباشرة، وليترك مصالح البلاد بعيدا عن الصراعات الضيقة». ولم يتردد الوفا في مخاطبة المندوب السامي للتخطيط قائلا: «آسي احمد، حين تقدم هذه الأرقام الخاطئة، فأنت لا تضر بذلك حكومة عبد الإله بنكيران كما تعتقد، بل تضر الدولة المغربية واقتصادها، لأن الأرقام الحقيقية هي تلك التي تقدمها وزارة الاقتصاد والمالية، والتي توجد في احتكاك يومي مع الواقع، وتحت رقابة المؤسسات الدولية، وكذا البنوك التي تقرض المغرب». وحول التضارب الحاصل بين أرقام وزارة الاقتصاد والمالية والمندوبية السامية للتخطيط، أكد الوفا أن النموذج الاقتصادي الذي تعتمده المندوبية يعود إلى القرون الوسطى، وهو ما يجعلها تصدر أرقاما غير صحيحة في كثير من الأحيان، «لكن هذا قد يؤدي إلى ترهيب المستثمرين الذين يريدون القدوم إلى المغرب، وبالتالي سنحرم بلادنا من استثمارات مهمة ومن فرص شغل أيضا». وحول الجهة التي يجب على المغاربة أن يصدقوها في تضارب الأرقام، أكد الوفا أنه «ما كاين لا سامي ولا سامية»، وأن على المغاربة أن يصدقوا أرقام وزارة المالية، لأنها هي التي تعكس الواقع، وأن «على المغاربة أن يعرفوا بأن هناك من يشتعل لمصلحة البلاد، وهناك من يريد شيئا آخر لا نعرف ما هو». يشار إلى أن أحمد الحليمي، المندوب السامي للتخطيط، عقد يوم الأربعاء الماضي ندوة صحفية، قدم فيها معطيات اقتصادية صادمة حول الميزانية والدين العمومي، وكذا الأرقام المتوقعة للنمو خلال السنة الحالية، وهي المعطيات والتوقعات التي تنجزها المندوبية بشكل دوري.