بعث الملك محمد السادس برقية تعزية ومواساة إلى أفراد أسرة الراحل الحاج محمد دومو، الرئيس السابق لفريق النادي القنيطري لكرة القدم، والكاتب العام السابق للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، الذي انتقل إلى جوار ربه، نهاية الأسبوع المنصرم، عن سن يناهز 78 سنة. وأعرب الملك، بهذه المناسبة الأليمة، عن »أحر التعازي وأصدق مشاعر المواساة في فقدان هذه الشخصية التي كرست حياتها لخدمة الرياضة المغربية ولا سيما كرة القدم الوطنية، بكل إخلاص وتفان وروح رياضية عالية«. وكان، عصر الأحد المنصرم، بمقبرة »الحي المستعجل« بالقنيطرة، موعدا للعديد من الأسماء الرياضية البارزة، وكبار الشخصيات، التي حجت من كل فج، من مدن مغربية مختلفة، لحضور مراسيم دفن جنازة الراحل، أحد أعمدة كرة القدم الوطنية بشهادة الجميع. الحاج محمد دومو، الذي أسلم روحه لباريها، يومين قبل حلول عيد المولد النبوي، ظل يعاني من مرض عضال طيلة سنوات، لكن القدر المحتوم، والأجل، كان أقوى في حسم نهاية العمر للمرحوم دومو، الذي كان له فضل كبير في كتابة تاريخ كرة القدم القنيطرية بمداد من ذهب، سواء على المستوى المحلي أو الإفريقي أو الدولي، كما كانت مساهمته أكبر في الرفع من شأن الرياضة الوطنية على مدى عقدين من الزمن. فور شيوع خبر وفاة، كان طبيعيا أن تسود عاصمة الغرب، خاصة، أجواء من الحزن الشديد لفقدان معلمة تاريخية ساهمت إلى جانب آخرين في صنع تاريخ هذه المدينة، وكان من الطبيعي، أيضا، أن تخيم الحسرة على وجوه كل الحاضرين إلى المقبرة، نظرا للعلاقة الطيبة التي كانت تربط الجميع بالمرحوم دومو. حشود من الشخصيات تنتمي إلى الرياضة والسياسة والأمن والسلطة والثقافة والفن، هبت للمشاركة في جنازة مهيبة نادرا ما عرفت القنيطرة مثلها، كما جمع بيت عزاء الحاج محمد بين الفرقاء والأطراف المختلفة، جاؤوا جميعا لمواساة أهل الفقيد والدموع لم تفارق أعينهم، لقد كان المشهد بالفعل رهيبا. كل التصريحات التي استقتها »المساء« من المكتوين برحيل هذه المعلمة الرياضية، أجمعت، على أن المرحوم كان يحظى بتقدير واحترام الكل، سواء أولئك الذين كانوا رفقاءه في الدرب، أو من كانوا يسمعون عنه من جيل هذا اليوم، وقال أحدهم: »لقد فقدنا رمزا من رموز كرة القدم الوطنية، وكل ما قد نقوله في حقه من كلام، يبقى قليلا أمام هذا الهرم الكبير، كان يتمتع بشخصية كبيرة، وكان حضوره قويا ومتميزا، أسكنه الله فسيح جناته ورزق أهله الصبر والسلوان«. ولد الحاج محمد دومو سنة 1938، وهي السنة نفسها التي شهدت تأسيس النادي القنيطري لكرة القدم، الذي تُوج في عهده بلقبي البطولة الوطنية لسنتي 1981 و1982، بعدما كان الفريق آنذاك يضم لاعبين كبار سطعوا في سماء كرة القدم الوطنية. من من عشاق »الكاك« سينسى دعم الراحل لفريقه، حتى وهو في أسوأ أحواله الصحية، ومن منا لم يتأثر يوما لمشهد الحاج دومو وهو منزوي هناك داخل الملعب، يتفاعل مع مباريات النادي القنيطري، الذي ظل يعشقه حتى النخاع طوال حياته.