استقطبت مباراة اتحاد طنجة واتحاد الخميسات، برسم الجولة 14 من بطولة القسم الثاني، حضورا جماهيريا كبيرا ملأ مدرجات ملعب طنجة الكبير، وزرع الدفء في المدرجات، وأعطى للمباراة نكهة أخرى، تفتقدها الكثير من مباريات البطولة المسماة «احترافية». لقد صنع جمهور اتحاد طنجة الحدث، بحضوره اللافت وبتشجيعاته، وبمؤازرته لفريقه، وأعطى الدليل على أن هذا الجمهور يستحق على الأقل فريقا في القسم الأول، يمثله ويتفاعل معه، ويعطي لمدينة طنجة المكانة التي تستحقها في خريطة الكرة المغربية. اليوم، نجح فريق اتحاد طنجة في تحقيق فوزه الثالث على التوالي، بعد تفوقه على اتحاد الخميسات بهدف لصفر، وأصبح يحتل المركز السابع بعشرين نقطة، بفارق 6 نقاط عن شباب خنيفرة المكافح، مما يعني أن الحظوظ قائمة أمام الفريق الطنجي من أجل تحقيق الصعود، لكن السؤال الذي يطرح نفسه اليوم بحدة، لماذا لم يتمكن فريق اتحاد طنجة من العودة إلى القسم الأول، بل إنه كان في الموسم الماضي قريبا من النزول إلى القسم الثاني، لولا «معجزة» مباراة اتحاد الخميسات المثيرة للجدل؟ وأليس من العيب أن يظل هذا الفريق بعيدا عن دائرة الضوء، فريسة لأصحاب المصالح السياسية، ومن يريدون أن يجعلوا من هذا الفريق واجهة وجسرا يحققون به مصالحهم الشخصية؟ لقد كان اتحاد طنجة دوما فريقا له حضوره، وله وزنه، بل إن طنجة زاخرة بالمواهب الكروية، وقد حان الوقت ليكون للجمهور الطنجي العاشق للكرة، وللأداء الجيد، فريق في القسم الأول، يلعب أدورا متقدمة، لكن هذا الطموح المشروع لن يتحقق إلا إذا أدرك من يضعون اليوم يدهم على الفريق، أن اتحاد طنجة ليس ضيعة لهذا المسير أو ذاك، ولكنه فريق لمدينة بأكملها، ومن المفروض أن تتكاثف جهود الجميع لوضعه على الطريق الصحيح، ولتوفير الظروف الملائمة له للعمل، وليرسم البسمة على الطنجاويين. إن الكثيرين أبهرهم جمهور اتحاد طنجة، بل إن مدربين منافسين للفريق في بطولة القسم الثاني، قالوا بالفم المليان، إن هذا الجمهور يستحق فريقا في القسم الأول، فهل يلتقط مسيرو الفريق الإشارة، وهل سيحظى الفريق بالدعم من طرف السلطات ليحقق هذا الهدف، هذا هو السؤال الذي ينتظر الإجابة، علما أن المشكلة الأكبر التي تعرقل طموح الفريق الطنجي هي حروب المسيرين، وخصوصا ممتهني السياسة.