حذر امحند العنصر الأمين العام لحزب الحركة الشعبية من توالي التصريحات الصادرة حول قضايا دينية، ووصفها بأنها «بوادر حرب على القيم المغربية الأصيلة». وشدد العنصر خلال الجمع العام الاستثنائي للنساء الحركيات الذي عقد أول أمس، على ضرورة وضع حد لهذه «الانزلاقات»، من خلال «وأد» الأصوات التي تتطاول على الشأن الديني والهوياتي في «مهدها»، مضيفا بأن هذا المجال يبقى موكولا دستوريا وشعبيا للملك بصفته أميرا للمؤمنين، ورفض العنصر في سؤال ل«المساء» تحديد الجهة التي قصدها بكلامه الذي يتزامن مع خرجات إعلامية لشخصيات سياسية مست الشأن الديني، وقال إن الرسالة واضحة. وكان العنصر قد جدد في الكلمة نفسها مطالبة الفاعلين السياسيين بالتحلي بالروح الوطنية وتجاوز المنطق الحزبي الضيق لتنزيل مقتضيات الدستور، وإعداد القوانين المؤطرة للمؤسسات الدستورية، والقوانين التنظيمية خلال ما تبقى من عمر الولاية التشريعية، واعتماد مقاربة تشاركية من خلال حوار وطني يهدف إلى خلق التوافق. ودعا العنصر الأغلبية والمعارضة في حضور حميد شباط الأمين العام لحزب الاستقلال الذي حل ضيفا بشكل مفاجئ على الجمع، بضرورة استحضار مصلحة الوطن والابتعاد عن التجاذبات والصراعات التي لن تساهم إلا في هدر الزمن السياسي الذي وصفه ب«الثمين». إلى ذلك لجأت حليمة عسالي المرأة القوية داخل الحزب إلى تبني خطاب هجومي في كلمتها الافتتاحية ردا على الانتقادات الشديدة التي واجهت خطواتها التي انطلقت مند أسابيع، والساعية إلى فرض خديجة أم البشائر المرابط، على رأس جمعية النساء الحركيات، ضمن مخطط لبسط الهيمنة على جميع التنظيمات الحزبية، لتقوية حظوظ صهرها أوزين وزير الشباب والرياضة، في خلافة امحند العنصر على رأس الحركة خلال المؤتمر الوطني للحزب الذي سيعقد هذه السنة. وقالت العسالي في محاولة لقمع أي احتجاجات خلال الجمع أن اللجنة التحضيرية «اشتغلت بكل شفافية ونزاهة»، وأن «بلوغ المسؤوليات يبقى رهين النضال الميداني والكفاءة والمصداقية»، وليس «التستر وراء مصادر مجهولة وترويج الأكاذيب والافتراءات، في محاولة لإخفاء ما وصفته ب»العجز الذاتي»، والسعي إلى«بلوغ المواقع الحزبية دون أدنى تضحية أو نضال يذكر»، و»استبدال المنافسة الشريفة بحملات التشويش على كل عمل جاد وهادف». ولم يمنع هذا الهجوم الكلامي الاستباقي معارضي العسالي، ومنتقدي مخططاتها الرامية للهيمنة على الحزب، من إبداء احتجاجاتهم داخل الجمع العام الاستثنائي، وهي الاحتجاجات التي قوبلت في بعض الأحيان بطريقة أثارت استياء كبيرا، ما يؤكد أن رقعة الغضب ستتسع داخل الحركة، خاصة بعد أن اتضح أن كل شي تم ترتيبه ليمر وفق ما قررته العسالي التي كانت تملك جهاز التحكم، ونجحت في مهمتها بانتخاب أم البشائر المرابط رئيسة جديدة لجمعية النساء الحركيات، خلفا للراحلة زهرة الشكاف الرئيسة السابقة، وذلك بعد أن تنازلت مرشحة ثانية في خطوة ربطتها مصادر مطلعة، بمحاولة «رش القليل من مسحوق الديمقراطية على عملية حسمت نتائجها سلفا».