فكت عناصر الفرقة الولائية للشرطة القضائية بطنجة لغز عملية سطو مسلح هوليودية استهدفت مدير محطة للمحروقات، يوم الاثنين المنصرم، بغرض سرقة 42 مليون سنتيم كانت بحوزته، وهي الجريمة التي تمكنت عناصر الأمن من الوصول إلى جل مرتكبيها في ظرف 3 ساعات. وكانت عصابة مكونة من 3 أفراد، قد توصلت إلى معلومات تفيد بنقل مدير محطة للمحروقات بشارع مولاي رشيد، مبلغ 42 مليون سنتيم صوب وكالة بنكية، فعمدت إلى ملاحقة سيارته وإيقافها بشكل هوليودي، ثم سرقة جزء كبير من المبلغ بعد تهديد الضحية بسيوف. وحسب الرواية الأمنية لسيناريو العملية، فإن العصابة لاحقت سيارة الضحية بواسطة سيارة سوداء، من المحطة إلى حدود شارع فرعي بحي المجاهدين، في حوالي الساعة الثانية عشرة والنصف زوالا، وعمد السائق إلى قطع الطريق عليها بأسلوب هوليودي ينم عن احترافية كبيرة لأفراد العصابة. ونزل شخصان من أفراد العصابة يحملان سيفين، وأجبرا الضحية على الخروج من السيارة، كما حطموا زجاج السيارة بواسطة حجر، ثم حملوا الحقيبة التي كان بداخلها مبلغ 36 مليون سنتيم، دون أن يلحظوا سقوط 6 ملايين أخرى داخل السيارة. وأثناء تحرياتها، اكتشفت عناصر الشرطة القضائية أن كاميرات المراقبة بمحطة المحروقات كانت غير مشغلة، فاضطرت إلى تمشيط منطقة الجريمة، حيث وصلت إلى أن شركة قريبة من الموقع تتوفر على كاميرات مراقبة ضبطت سائق السيارة، وهو شخص يرتدي سترة زرقاء بها خط أبيض. البحث الميداني قاد، أيضا، إلى أن سيارة العصابة صدمت سيارة أخرى من الأمام، مما يعني أن لوحة ترقيمها متضررة، فوضعت الشرطة خريطة لمنافذ المكان، وحددت شارعا فرعيا قدرت أن السيارة المبحوث عنها قد تكون مرت منها، وهو ما تأكد بالفعل، حيث عثرت الشرطة على سيارة تحمل المواصفات نفسها مركونة داخل زقاق ضيق. وراقبت عناصر الأمن السيارة حوالي ساعتين، قبل أن يعمد شخصان إلى ركوبها، فداهمتهما الشرطة، التي لقيت مقاومة عنيفة منهما، إذ استخدما أسلحة بيضاء لتهديد الأمنيين، قبل أن يتم اعتقالهما، ويتعلق الأمر بشخصين هما «ي.ش» المزداد بطنجة، و»ع.ب»، المزداد بابن سليمان، وكلاهما من ذوي السوابق العدلية. وقد كشفت عملية تفتيش السيارة عن وجود سيف تنطبق عليه مواصفات الضحية، وسكين وحجر مشابه لذلك الذي تم بواسطته كسر زجاج السيارة، وتم العثور أيضا على سترة زرقاء بها خط أبيض، كما اكتشفت الشرطة أن لوحة الترقيم الأمامية مختلفة عن الخلفية، إذ تم تحويل الرقم 8 إلى 9. وتعرف الضحية على أحد منفذي العملية، كما تم العثور في منزل أحد المقبوض عليهم على جزء من المبلغ، ليكشف التحقيق مع المتورطين بعد محاصرتهما بالدلائل، عن معطيات جديدة باحا بها، أهمها وجود طرف رابع في العملية، ويتعلق الأمر بمستخدم بمحطة الوقود، هو الذي وفر للمنفذين معلومات عن المبلغ وتوقيت خروج الضحية من المحطة، فيما لا يزال البحث جاريا عن المنفذ الثالث الذي لا يزال في حالة فرار.