تعرضت شركة النقل الحضري لفاس لخسائر تقدر بحوالي 5 ملايين درهم، جراء اعتداءات متكررة من قبل «مجهولين» على أسطول الحافلات. وقالت المصادر إن السلطات المحلية عادة ما تتوصل بمراسلات من قبل إدارة الشركة، تستعرض حالات تعرض هذه الحافلات للرشق بالحجارة، مما يسفر عن تكسير زجاجها. وذكرت المصادر بأن شهر نونبر الماضي حطم الرقم القياسي في هذه الاعتداءات بتسجيل 77 حالة ما بين 4 و30 نونبر. وطبقا للمعطيات ذاتها، فإن حافلات النقل الحضري تعرضت في سنة 2012 لما يقرب من 51 اعتداء أغلبها تم عن طريق الرشق بالحجارة، بينما ارتفعت وتيرة الاعتداءات في سنة 2013 لتصل إلى 224 حالة اعتداء، وهو رقم مرتفع لم يسبق أن سجل في عهود سابقة عرف فيها أسطول النقل الحضري بالتدهور والتقادم والتأخر المتكرر، يقول مصدر مسؤول في شركة النقل الحضري ل»المساء». وتقوم إدارة الشركة بتوجيه رسائل في الموضوع إلى السلطات المحلية وإلى المجلس الجماعي، وتعمد إلى تسجيل دعوى ضد مجهولين. وقالت المصادر إن السلطات القضائية قررت متابعة ما يقرب من 18 شخصا تم ضبطهم في حالة «تلبس» برشق الحافلات بالحجارة. ووصفت وثائق إدارية اطلعت «المساء» عليها عمليات رشق حافلات النقل الحضري ب»الأعمال التخريبية»، وتحدثت بعض الوثائق عن كون هذه الاعتداءات اتخذت في الآونة الأخيرة «طابعا عدوانيا». وقال مسؤول في الشركة إن هذه الأعمال «تحبط الجهود الرامية إلى تحسين هذا المرفق العمومي»، وتجعل مجهودات الشركة موجهة إلى إصلاح الحافلات «المصابة» عوض تكريس الجهود لإغناء الأسطول وتجديده، خاصة وأن إصلاح الزجاجات الكبيرة للحافلات يكلف الشركة مبالغ مالية كبيرة. وتتعرض حافلات النقل الحضري للرشق بالحجارة في خطوط أغلبها تتجه نحو الأحياء الشعبية، ونحو بعض الضواحي. ويرى بعض المتتبعين أن هذا الرشق بالحجارة تعبير احتجاجي تلقائي من مراهقين ضد خدمات حافلات النقل الحضري، لكن مسؤولا في الشركة استغرب هذا التحليل، وقال إن القانون يضمن للمواطن الحق في الاحتجاج في حال عدم رضاه عن أداء الحافلات، لكن هذا الاحتجاج ينبغي أن يتم بطرق حضارية، دون إلحاق أضرار بحافلات هي في خدمته، بحسب تعبيره، مضيفا أن مرفق النقل الحضري تعزز في الآونة الأخيرة بأسطول جديد، ولم يعد للحديث عن الاكتظاظ وعن تأخر الحافلات وتوقفها بسبب الأعطاب الميكانيكية أي معنى، يورد المسؤول ذاته، وهو يدافع عن أداء شركة النقل الحضري بالمدينة.