أعاد التوتر بين مجموعة من سكان الفداء بالدار البيضاء وبعض سائقي الطاكسيات إلى الواجهة القضية المرتبطة بإحداث محطات نموذجية للطاكسيات في المقاطعات الست عشرة للدار البيضاء، فالمدينة تفتقر لحد الساعة إلى محطات نموذجية، مما يثير غضب الكثير من السائقين، الذين يؤكدون أن المحطات الحالية تفتقر إلى كل الشروط الضرورية التي عادة ما تتوفر في مثل هذه المحطات، كما أن غياب المحطات النموذجية يضيع على المدينة الملايين من السنتيمات. وقال عضو بالفيدرالية الوطنية لمهنيي النقل الطرقي، إنه رغم أداء أصحاب الطاكسيات للضرائب لمجلس المدينة، فإنهم لا يستفيدون حتى من محطات مما يجعلهم يدخلون في مشادات كلامية مع بعض المواطنين، وقال: "رغم أن صاحب الطاكسي يؤدي ما يفوق 1200 درهم في السنة، فإنه لا يستفيد حتى من محطات نموذجية". وأكد أن هذه القضية تثار في الكثير من اللقاءات مع المسؤولين المحليين ويتم تقديم وعود بضرورة إحداث محطات نموذجية، إلا أن ذلك لا يطبق على مستوى الواقع، واستطرد قائلا: "المسؤولون المحليون وعدونا بإحداث محطات نموذجية للطاكسيات، خاصة في سيدي مومن والبرنوصي، أما بخصوص وسط المدينة فهناك مجموعة من الإكراهات التي تحول دون إحداث هذه المحطات، على اعتبار أن بعض المواقف التي كانت تستغل من قبل سائقي الطاكسيات أصبحت الآن مستغلة من قبل الطرامواي. وأوضح العضو ذاته أنه من بين الأسباب التي تجعل مجموعة من مهنيي النقل الطرقي في العاصمة الاقتصادية يقفون ضد المشاريع المستقبلية للنقل الجماعي، عدم الالتفات إلى القضايا التي تؤرق سائقي الطاكسيات، ومن بينها المسألة المتعلقة بغياب محطات نموذجية، وقال: "إلى جانب الضرائب التي نؤديها سنويا، فإننا نكون مضطرين إلى أداء الغرامات عندما نقف للزبائن وسط الشوارع، بدعوى أن الوقوف غير قانوني، وهذا أمر غير مقبول". وعن الإشكالية المتعلقة بتجديد الأسطول، أكد المصدر نفسه أنه لا إصلاح دون حل جميع المشاكل المتعلقة بالمشاكل الاجتماعية لمهنيي النقل الطرقي على مستوى جهة الدار البيضاء، إذ لا يمكن الموافقة على أي تجديد للأسطول دون التفكير الجدي في حل جميع الإشكاليات المرتبطة بالنقل الحضري في العاصمة الاقتصادية". القضية المرتبطة بغياب محطات نموذجية للطاكسيات في الدار البيضاء تفاقم بدورها من حدة "الفوضى" التي يعرفها قطاع النقل في العاصمة الاقتصادية، وفي هذا السياق يؤكد عضو الفيدرالية الوطنية لمهنيي النقل الحضري في التصريح ذاته "أنه حان الوقت لفتح نقاش جدي حول جميع المشاكل التي تعرفها منظومة النقل على مستوى المدينة". وعادة ما يؤكد الكثير من متتبعي ملف النقل الحضري في المدينة أنه وحدة متكاملة، ومعالجة مشاكله لابد أن تكون بشكل شمولي دون إقصاء أي جهة، وإذا كانت هناك رغبة حالية لتحديث وسائل النقل الحضري الجماعي، عبر الرغبة في إنجاز "الميترو العلوي"، فلابد أن يكون ذلك بالتزامن مع حل كل الاكراهات التي يعرفها هذا المجال، ومن بينها ضرورة التفكير الجدي في إحداث محطات نموذجية للطاكسيات في جميع مناطق الدار البيضاء، لأن ذلك يساعد على تنظيم هذا الميدان.