رفض الشرطي حسن البلوطي، المتهم بقتل ثلاثة من زملائه بمفوضية أمن مشرع بلقصيري، أول أمس، الحضور إلى جلسة محاكمته باستئنافية القنيطرة، مؤكدا تشبثه بدفاعه، الذي أعلن في الجلسة السابقة عن انسحابه من هيئة الدفاع عنه احتجاجا على عدم تجاوب قاضي الجلسة مع الملتمسات التي تقدم بها. ورغم أن مدير السجن المحلي بالقنيطرة نجح في إقناع البلوطي بمغادرة زنزانته، بعد مفاوضات وصفت بالماراطونية، تطلبت من إدارة المؤسسة السجنية عقد جلستين مع المتهم، حيث تم نقله إلى محكمة الاستئناف تحت حراسة أمنية مشددة، إلا أنه جدد رفضه حضور جلسة محاكمته، مفضلا ملازمة زنزانة المحكمة، وعدم الاستجابة لقرار المثول أمام هيئة الحكم. وكشف مصدر موثوق أن مسؤولين قضائيين بالمحكمة نفسها حاولا ثني البلوطي عن فكرة مقاطعة المحاكمة، إلا أن هذا الأخير ظل مصرا على موقفه، ورفض الصعود إلى قاعة الجلسات، لكنه وعد محاوريه، في الوقت ذاته، بحضور المحاكمة في الجلسة المقبلة، بعدما طلبا منه عدم التسرع في اتخاذ المواقف والثقة في نزاهة القضاء واستقلاليته، وأكدا له أن ملف هذه القضية سيأخذ مساره الطبيعي بعيدا عن أي ضغوطات. وحسب المصدر نفسه، فإن عبد الواحد الراوي، قاضي الجلسة، اضطر إلى تأجيل الشروع في مناقشة تفاصيل هذا الملف إلى الثامن من شهر يناير المقبل، للسبب المذكور، وكذلك استجابة لملتمس منح مهلة لإعداد الدفاع الذي تقدم به المحامي الذي تم تعيينه لمؤازرة البلوطي في إطار المساعدة القضائية. وكانت محكمة جنايات القنيطرة، قد عرفت خلال الجلسة السابقة وقائع مثيرة، تميزت بانسحاب المحامي لحبيب حاجي من هيئة دفاع البلوطي، بعدما قررت المحكمة إرجاء البت في ملتمسي إجراء خبرة طبية على المتهم لتحديد حالته النفسية وقت ارتكابه الجريمة، واستدعاء كافة المصرحين الذين تم الاستماع إليهم في باقي مراحل التحقيق، إلى حين مناقشة الموضوع.