في حدث مثير، كشف مصدر مطلع أن جمعية حقوقية مغربية تقدمت بطلب إلى فريق العمل الأممي المعني بالاحتجاز التعسفي الذي يزور المغرب يقضي بتحرير المحتجزين بضريح «بويا عمر» وإنقاذهم من التعذيب الممارس عليهم. وأوضح إدريس السدراوي، رئيس الرابطة المغربية لحقوق الإنسان، أن جمعيته قدمت للفريق الأممي الخاص بالاحتجاز التعسفي تقريرا يضم طلبا بتحرير المرضى النفسيين المحتجزين في «بويا عمر»، الذي يتم فيه احتجاز المرضى وتعذيبهم بمباركة الدولة. وأكد السدراوي أن وضعية هؤلاء المرضى النفسيين المحتجزين مزرية للغاية، موضحا أنه يتم احتجازهم بالمكان المذكور وتعذيبهم بأساليب وطرق غير إنسانية. وأضاف أن جمعيته نبهت كذلك إلى أوضاع المرضى النفسيين بمختلف المستشفيات العمومية التابعة لوزارة الصحة. في سياق متصل، أوضح المصدر ذاته أن الفريق الأممي المعني بالاحتجاز التعسفي استمع إلى مجموعة من الضحايا في ملف السلفية الجهادية وممثلين عن المعطلين المجازين وممثلين عن عائلات المختفين وما تبقى من خلية بلعيرج، مضيفا أن اللجنة الأممية استمعت إلى الشكايات التي تقدم بها الضحايا وقامت بتسلم التقارير والصور والشهادات التي كانت بحوزته ووعدتهم بدراستها في أفق إصدار تقرير بخصوصها. وأشار المصدر ذاته إلى أن اللجنة الأممية ستقوم بإنجاز تقرير وتوصيات حول بعض الحالات المحددة التي تتوصل بها وتقوم بدراستها، موضحا أنه من المقرر أن تعيد طرح التوصيات الصادرة عن الأمم المتحدة بخصوص ملف سلفيين (حاجب والغطاس). وأكد المصدر ذاته أن التقرير الذي قدم للجنة الأممية ينتقد كيفية تدبير ملف الاعتقال الاحتياطي، مضيفا أنه لا يخضع للمعايير الدولية، التي تعتبر أنه لا بد أن يكون له حد أقصى بالنسبة لكل جريمة على حدة. كما عرج التقرير على مدى تنفيذ المغرب للتوصيات المتعلقة بالاستعراض الدولي الشامل التي وقع عليها المغرب، والتي وصل عددها إلى 126 توصية، والتي تبقى نسبة تطبيقها ضعيفة. إلى ذلك، من المقرر أن يزور الفريق الأممي بداية الأسبوع المقبل مدينة العيون من أجل لقاء الجمعيات الحقوقية العاملة بالمدنية. وكشف مصدر حقوقي بالعيون أن الفريق من المقرر أن يلتقي مجموعة من الفعاليات الحقوقية، وأن يقوم بزيارة لتلقي الشكايات الخاصة بملفات الاحتجاز التعسفي.