خرجت ودادية المدربين لتعلن تضامنها مع المدرب امحمد فاخر، وتنتقد قرار إدارة الرجاء القاضي بفسخ التعاقد معه، معتبرة أن هذا القرار حرم فاخر من الحضور في نهائيات كأس العالم للأندية، وإغناء رصيد المدربين المغاربة، وانه قرار مفاجئ. لقد قلنا في وقت سابق إن قرار إدارة الرجاء القاضي بالانفصال عن فاخر، لم يكن قرارا سليما بالنظر إلى توقيته، والظرفية التي جاء فيها، وأيضا النتائج التي حققها المدرب، وتأكد ذلك بعد الارتباك الذي عاشه الفريق وهو يبحث عن خليفة لفاخر، بيد أن دخول ودادية المدربين على الخط، يطرح الكثير من علامات الاستفهام، حول دور هذه الودادية والمربع الذي من المفروض أن تتحرك فيه. إن من حق ودادية المدربين أن تدافع عن توفير شروط الممارسة للمدربين، وأن تلزمهم بميثاق أخلاقي يمنع أن يشوشوا على بعضهم البعض، أما أن تتدخل في قرار لمسؤولي فريق، فهذا ليس مقبولا من الودادية، مع الاعتراف بأن القرار الذي اتخذه رئيس الرجاء خاطيء ولن يخدم مصالح الفريق. كان بلاغ ودادية المدربين سيكون مقبولا، لو أنه انتقد التشويش الذي طال عمل المدرب من طرف مسؤولي الرجاء الذين اعترف رئيسهم بأنه فاوض نبيل معلول قبل شهرين من أجل التعاقد مع الفريق، وأيضا لو لم يقتصر بلاغ الودادية على امحمد فاخر وحده، فمدربون عديدون يتعرضون للتشويش ولتهجمات من قبيل محسوبين على الجمهور، كما هو الحال مع فؤاد الصحابي مدرب أولمبيك خريبكة، ومع ذلك لم تحرك الودادية ساكنا، ولم تنتفض لدعم مدرب يمضي في الطريق الصحيح، اكنه يوجد في قلب العاصفة. لم نسمع أبدا في بطولة أوربية، أن جمعية للمدربين خرجت لتنتقد قرار فريق ما بإقالة مدربه، ولو كان هذا القرار خاطئا، فهناك صحافة وهناك رأي عام وهناك متتبعون، وهناك أيضا نتائج يمكن أن تؤكد أن القرار صائب أو خاطئ. إن مسؤولية ودادية المدربين، أكبر من مجرد صياغة بيان تصامني مع هذا المدرب أو ذاك، أو التدخل في الشأن الخاص للفرق. إن في البطولة المسماة «احترافية» اليوم مدربون يقودون فرقا رغم أنهم لا يتوفرون على الشواهد التي تخول لهم ذلك، ومع ذلك لم تحرك الودادية ساكنا، هذا دون الحديث عن أن معايير اختيار المدربين الذين يجتازون دورات الحصول على شواهد التدريب فيها الكثير من الملاحظات، ودون الحديث عن المعايير التي تم بوجبها اختيار مدربي المنتخب الوطني، والتي كانت تباركها الودادية، دون أن تقول «اللهم إن هذا منكر»، وضمنها قرار إقالة فاخر قبل كأس إفريقيا للأمم 2008 بغانا رغم أنه هو الذي أهل المنتخب الوطني لهذا الحدث.