أظهر تقرير أصدره المجلس الثقافي البريطاني مؤخرا تفوق اللغة العربية على الفرنسية في أهميتها بالنسبة لمستقبل المملكة المتحدة. وقال المجلس في تقريره إن اللغة الأجنبية الأكثر أهمية في بريطانيا هي الإسبانية، تليها العربية ثم الفرنسية. ويشير المجلس بذلك إلى الدور المتنامي الذي باتت تلعبه اللغة العربية في العالم المعاصر والمسؤولية التي تقع على عاتق البريطانيين في التأكد من انتشار تعليمها في المدارس والجامعات. ويعكس الترتيب أهمية اللغات الأجنبية في تعزيز قيم «الازدهار والأمن في بريطانيا وتأثيرها في العالم خلال السنوات المقبلة». وعلى هذا الأساس جاءت اللغة الصينية الشمالية في المرتبة الرابعة ثم الألمانية والبرتغالية والإيطالية والروسية. واعترافا بالأهمية المتزايدة للغة العربية، تسعى وزارة الخارجية البريطانية إلى زيادة عدد دبلوماسييها من متعلمي اللغة العربية إلى 40 بالمائة. ويراعي التقرير المعنون ب«لغات من أجل المستقبل» مستويات المهارة في استخدام الإنجليزية خارج بريطانيا مثل الوجهات السياحية والرحلات الأخرى الخارجية وتفضيلات الناس في مجال اللغات وشيوع لغات أخرى على الإنترنت. وقفزت الإسبانية إلى القمة بسبب العدد الهائل من المتحدثين بها على مستوى العالم (400مليون) وهي الأوسع انتشارا بعد الإنجليزية، وكذلك الروابط التجارية المتشعبة بين بريطانيا من جهة، وإسبانيا والبلدان الناطقة بالإسبانية في أمريكا اللاتينية، من جهة أخرى. وأقر المجلس الثقافي البريطاني بأن ثلاثة أرباع البريطانيين لا يستطيعون الدخول في محادثة في أي من اللغات العشر الأوائل.لكن الحصة تنخفض إلى 1 بالمائة بالنسبة للغة العربية، مما يلقي الضوء على الجهد الذي ينبغي بذله لتوسيع انتشارها في المدارس والجامعات البريطانية. وأشار التقرير إلى أن العربية هي اللغة الرابعة عالميا مع 230 مليون ناطق بها وما يقارب 200 مليون يعتبرونها لغة ثانية في شمال أفريقيا وغرب آسيا.