دافع مصطفى بكوري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، عن تقنين استعمال مخدر «الكيف»، حيث سجل أن هناك بعض الأمراض التي تستوجب استيراد أدويتها من كندا والولايات المتحدة الأمريكية، «مما يعني أن هناك استعمالات بديلة ممكنة». واعتبر بكوري، الذي حل ضيفا أول أمس على طلبة المعهد العالي للإدارة، أن «الموضوع شائك لأنه مهما كانت هناك استعمالات بديلة فلن يكون ممكنا القول بأنه ليست هناك استعمالات مضرة»، داعيا إلى «المزاوجة بين خلق إطار مقنن للاستعمال البديل وعدم التراجع عن مكافحة الأضرار الناتجة عنه، سواء في العلاقة الصحية والاجتماعية»، ومحذرا في الآن ذاته من مغبة المزايدة في الموضوع لتحقيق بعض المكتسبات في المناطق المعنية. وسجل بكوري أن «من يشتغلون في هذا القطاع مستعبدون ويعيشون على الهامش ومضطهدون»، مشيرا إلى ضرورة الأخذ بعين الاعتبار الإشكال الأمني والاجتماعي والقانوني الذي يطرحه الموضوع، خاصة أن «بعض الناس يعيشون دائما في حالة فرار دائم، رغم أن المستفيدين منه لا يوجدون في تلك المناطق». وأكد الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، الذي ينظم فريقه البرلماني اليوم لقاء دراسيا لمناقشة موضوع تقنين الكيف، على أنه «إذا كانت هناك استعمالات بديلة فلا يعني ذلك أن الجميع سيصبح مصنعا في مجال مشتقات الكيف، خاصة أن السوق العالمي للمشتقات الممكنة لن يتجاوز بضعة آلاف على الصعيد العالمي». من جهة أخرى، اعترف بكوري أن الحزب مر بثلاث سنوات استثنائية في عمره، منذ انتخابات 2009 والاضطرابات التي شهدتها المنطقة، والتي شوشت، حسب قوله، على الجميع، إضافة إلى مرحلة الإعداد والتعبئة لدستور 2011، والانتخابات التشريعية التي أعقبت التصويت على الدستور. واعتبر الأمين العام ل«البام» أن التحالف لا ينطبق على علاقة حزبه بباقي مكونات المعارضة، إذ سجل في هذا السياق أن التحالف يهم مرحلة التدبير بغية التحالف حول برنامج ما، موضحا أن علاقة حزبه بالمعارضة هي تنسيق بهدف مشترك هو مقارعة الأغلبية. وسجل المتحدث ذاته أنه «من غير الطبيعي أن يكون الحزب في غير الموقع الذي يوجد عليه اليوم في المعارضة»، حيث أوضح أنه إبان المشاورات التي قادها رئيس الحكومة لتعويض حزب الاستقلال كان لقاء بنكيران مع بكوري «سريعا جدا لأن الموضوع واضح»، مؤكدا أن الحزب مرتاح اليوم في المعارضة. وفي الوقت الذي سئل الأمين العام للأصالة والمعاصرة عن موقفه حيال النقاش الدائر بشأن موضوع التطبيع، اعتبر بكوري أن «القضية الفلسطينية وصلت إلى مرحلة تعاني من تجاهل من طرف المجتمع الدولي مقارنة بفترة سابقة بسبب بروز قضايا أخرى». وأضاف بكوري قائلا: «لا يجب أن نبقى حبيسي الشعارات، بل علينا أن نساهم بمبادرات للتضامن وأشياء تسلط الضوء على هذا الواقع وضرورة تغييره، وهذا هو النقاش الذي أريد أن يكون قبل أي شيء آخر».