في الوقت الذي كان البيت الأبيض يستعد لاحتضان لقاء القمة بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما والملك محمد السادس، أمس الجمعة، كان ريتشارد شميرير، نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى، يستعرض الموقف الأمريكي بشأن عدد من القضايا المشتركة مع المغرب أمام اللجنة الفرعية للعلاقات الخارجية لشؤون الشرق الأدنى وجنوب ووسط آسيا التابعة لمجلس الشيوخ الأمريكي التي يترأسها الديموقراطي تيم كين. النائب الأول لمساعد وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى، الذي كان في جلسة استماع أمام عدد من أعضاء الكونغرس الأمريكي، ركز خلال الجلسة على «رغبة الولاية المتحدة الأمريكية في تعزيز العلاقات الثنائية خلال زيارة العاهل المغربي الملك محمد السادس لواشنطن». وأضاف شميرير بأن «الزيارة شكلت فرصة للولايات المتحدة لإعادة تأكيد الشراكة الاستراتيجية الوثيقة لدينا مع المغرب ومناقشة أفضل وسيلة لتعزيز الأمن والازدهار في المنطقة على وجه الخصوص». وأضاف المسؤول الأمريكي أن لقاء الملك محمد السادس يشكل أيضا فرصة من أجل «تعميق مشاوراتنا حول القضايا الإقليمية والتأكيد على أولوياتنا المشتركة في مالي وسوريا والمغرب العربي ومنطقة الساحل». وبخصوص قضية الصحراء، أكد شميرير أن الخارجية الأمريكية «تؤيد العملية التي تقودها الأمم المتحدة الرامية إلى إيجاد حل سلمي ومستدام ومقبول من الطرفين لمسألة الصحراء»، مضيفا بأن بلاده تؤيد أيضا «عمل المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء ونحث الأطراف على العمل نحو إيجاد حل للملف». المسؤول في الخارجية الأمريكية أشار في حديثه أمام عدد من كبار أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي إلى أن بلاده «تستمر في التمتع بعلاقة ثنائية قوية جدا مع المغرب، وتركز على تعزيز الاستقرار الإقليمي، ودعم جهود الإصلاح الديمقراطي، ومكافحة التطرف العنيف، وتعزيز العلاقات التجارية والثقافية» تضيف مصادر الجريدة. في السياق نفسه، قال نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى إن «المغرب، خلال فترة ولايته الحالية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، يلعب دورا هاما في الجهود الدولية الرامية إلى إنهاء الحرب الأهلية السورية»، باعتباره «واحدا من أقرب شركاء مكافحة الإرهاب لدينا في المنطقة، وعضوا نشطا في المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب» على حد تعبيره. وحول الحوار الاستراتيجي مع المغرب، قال المسؤول الأمريكي: «نتطلع إلى مواصلة محادثاتنا في الدورة القادمة من الحوار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة والمغرب. للأسف، كان كاتب الدولة جون كيري مضطراً لتأجيل الحوار من أجل حضور مفاوضات عاجلة في جنيف في منتصف شهر نونبر، لكننا نتطلع إلى إعادة جدولة الحوار الاستراتيجي قريبا». من جانبها، قالت أماندا دوري، نائبة مساعد وزير الدفاع المكلف بالشؤون الإفريقية، عقب المباحثات التي أجراها الملك محمد السادس مع وزير الدفاع تشاك هاغل، إن المغرب كحليف رئيسي من خارج حلف الناتو «كان شريكا قويا في الحرب ضد الإرهاب. كما أن التعاون العسكري والسياسي بين البلدين في تزايد مستمر». وأضافت أن الملك محمد السادس خلال الربيع العربي «استمر في الاستجابة للمطالب الشعبية من أجل التغيير من داخل المجتمع المغربي». كما «أكد العاهل المغربي مراراً على أن هناك حاجة إلى إصلاحات سياسية واقتصادية ديمقراطية في بلاده»، تضيف المسؤولة بوزارة الدفاع الأمريكية.