يلتقي اليوم جلالة الملك محمد السادس والرئيس الأمريكي باراك أوباما في البيت الأبيض في لقاء تاريخي، بالنظر للظرفية التي ينعقد فيها، وكانت سكرتارية المكتب الإعلامي بالبيت الأبيض قد مهدت للزيارة بكلمة جاء فيها أن أوباما يتطلع إلى مناقشة مجموعة من القضايا ذات الاهتمام المشترك مع الملك محمد السادس، بما في ذلك دعم الإصلاحات الديمقراطية والاقتصادية للمغرب وتعتبر هذه الزيارة، حسب كلمة البيت الأبيض، فرصة لزيادة تعاوننا في التصدي للتحديات الإقليمية، بما في ذلك مكافحة التطرف العنيف، ودعم التحولات الديمقراطية، وتعزيز التنمية الاقتصادية في الشرق الأوسط وإفريقيا. وكان جلالة الملك قد استقبل، أول أمس الأربعاء، بالإقامة الملكية بواشنطن، كاتب الدولة الأمريكي جون كيري، وكاتب الدولة في الدفاع تشاك هاغل. وتمحورت مباحثات صاحب الجلالة مع المسؤولين الأمريكيين حول تعزيز علاقات الصداقة العريقة والتعاون المثمر بين البلدين، وكذا مواصلة تنسيق التشاور حول مختلف القضايا الثنائية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وحضر هذا الاستقبال، عن الجانب الأمريكي، بيث جونز مساعدة كاتب الدولة في الخارجية، وبريم كومار مدير قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالبيت الأبيض، وديريك شوليت مساعد كاتب الدولة المكلف بشؤون آسيا والمحيط الهادي. وحضر الاستقبال عن الجانب المغربي، الطيب الفاسي الفهري مستشار صاحب الجلالة، وصلاح الدين مزوار وزير الشؤون الخارجية والتعاون. وقال الجنرال الأمريكي جيمس جونس إن "زيارة العمل التي يقوم بها الملك محمد السادس للولايات المتحدةالأمريكية، بدعوة من الرئيس باراك أوباما، تشكل فرصة لرئيسي الدولتين لبناء تحالف تاريخي". وقد أدلى الجنرال، الذي عمل مستشارا لأوباما في الأمن القومي، بهذا التصريح إلى مجلة الكونغريس الأمريكية بمناسبة زيارة جلالة الملك إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية وللتحالف الذي يجمع المغرب والولاياتالمتحدة. من ناحية أخرى، بعث أعضاء مجموعة "موروكو كوكيس" برسالة إلى أوباما من داخل الكونغريس يعبرون فيها عن دعمهم للمقترح المغربي حول الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، ذكرت فيها الرئيس الأمريكي ب"الموقف الثابت" للإدارة الأمريكية حول هذه القضية، ودعت أوباما لاستغلال هذه الفرصة من أجل إعادة تأكيد السياسة الأمريكية الثابتة التي تؤيد حلا سياسيا يقوم على أساس صيغة موسعة للحكم الذاتي. كما أشارت المجموعة إلى أن الأمر يتعلق هنا ب"إحدى القضايا النادرة التي كانت موضوع اتفاق موسع سواء بمجلسي النواب أو الشيوخ". بل إن الرسالة نصت على أن المغرب باعتباره أول دولة تعترف بالولاياتالمتحدةالأمريكية، فهي في نفس الوقت بلد صديق وشريك قوي لأمريكا في المغرب الكبير وشمال إفريقيا، تتقاسمان قيما وتطلعات مشتركة في المنطقة.