سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أوكسفورد بيزنس: المكتب الشريف للفوسفاط عزز موقعه كأول مصدر عالمي للفوسفاط مكتب الدراسات البريطاني قال إن المكتب وضع استراتيجية لاستباق استعادة سوق الفوسفاط العالمي لعافيته في 2015
سلط مكتب الدراسات الاقتصادية البريطاني «أوكسفورد بيزنس غروب» الضوء على حرص المكتب الشريف الفوسفاط على تعزيز تموقعه كأول مصدر عالمي للفوسفاط والمنتوجات المشتقة. وأشار مكتب الدراسات الاقتصادية، الذي يوجد مقره في لندن، إلى أنه في سبيل بلوغ هذا الهدف وتعزيز ريادته العالمية، أبرم المكتب الشريف للفوسفاط خلال الشهر الماضي اتفاقا لتمويل استراتيجيته للتنمية، التي تتوخى مضاعفة إنتاجية مناجم الفوسفاط ومشتقاته إلى الضعفين بحلول سنة 2020. وأضاف المكتب، في تقرير تحليلي، أنه بعد التوقيع في بداية أكتوبر الماضي على اتفاقية تهم الحصول على قرض بقيمة 271 مليون دولار من البنك الألماني للتنمية (كي إف دوبلفي)، يستعد المكتب للشروع في إنجاز برامج تحديثية ضخمة. وأشار التقرير إلى أن الاستراتيجية التنموية للمكتب الشريف للفوسفاط تتضمن إعادة هيكلة البنيات التحتية المنجمية والصناعية، وكذا إحداث أنظمة تتسم بفعالية أكبر لاستغلال الموارد المائية، مما ينعكس إيجابا على الإنتاج الصناعي. وأبرز خبراء مجموعة التفكير البريطانية أن عائدات الفوسفاط تشكل نحو ربع مداخيل المغرب من الصادرات، مؤكدين أن الجهود المبذولة للرفع من الإنتاج ستمكن من رفع العائدات الخارجية على المديين المتوسط والطويل. وأضاف المصدر ذاته أنه بالرغم من الظرفية الاقتصادية العالمية الصعبة، أطلقت مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط برنامجا تنمويا يستبق استعادة سوق الفوسفاط العالمي لعافيته، والمتوقعة بحلول سنة 2015. وأبرز أن المجموعة ستستغل قرض البنك الألماني للتنمية لتمويل بناء مصنعين لتحلية مياه البحر بميناءي الجرف الأصفر وآسفي، إلى جانب تطوير محطات تصفية المياه العادمة بمناجم خريبكة واليوسفية وبنجرير، وكذا بناء نظام لتزويد وتوزيع الماء بالمواقع المنجمية والصناعية. وأوضح مكتب الدارسات الاقتصادية البريطاني أن الاستراتيجية التنموية للمكتب الشريف للفوسفاط تتوخى الرفع من الإنتاج السنوي للفوسفاط من 34 مليون طن حاليا إلى 50 مليون طن بحلول سنة 2020، بفضل برنامج استثماري ضخم يمتد على عشر سنوات رصدت له اعتمادات مالية بقيمة 130 مليار درهم (56. 11 مليار يورو). وأضاف المصدر ذاته أنه تم اتخاذ تدابير للرفع من الإنتاج السنوي للأسمدة من 3.5 ملايين طن إلى 10 ملايين طن، مشيرا إلى أن المكتب الشريف للفوسفاط يسعى إلى تقليص تكاليف الإنتاج بنسبة 40 بالمائة من خلال تحديث وعصرنة البنيات التحتية وتطوير عملياته المينائية. وأشار مكتب الدراسات البريطاني إلى أن المكتب الشريف للفوسفاط وقع مع بداية السنة عقود قروض مع البنك الإسلامي للتنمية، الذي يوجد مقره بالمملكة العربية السعودية، بقيمة 150 مليون دولار من أجل تمويل برنامج تحديث البنيات التحتية بميناء الجرف الأصفر. وأضاف «أوكسفورد بيزنس غروب» أن المكتب الشريف للفوسفاط سيتمكن عبر إنجاز برنامجه التنموي من زيادة تعزيز موقعه كأحد أكبر المستثمرين العموميين المغاربة، مشيرا إلى أن استثمارات المكتب خلال التسعة أشهر الأولى من السنة الجارية بلغت 27 مليار درهم (2.4 مليار يورو). وتوقع أن يرتفع هذا الغلاف المالي إلى 30 مليار درهم (2.67 مليار يورو) مع نهاية السنة. وأوضح مكتب الدارسات الاقتصادية البريطاني أن المكتب الشريف للفوسفاط يعتزم تعبئة استثمارات إضافية بقيمة 29 مليار درهم (2.58 مليار يورو) من أجل تمويل إنجاز مشاريعه المبرمجة برسم سنة 2014. وحسب خبراء «أوكسفورد بيزنس غروب»، فقد نهج سوق الفوسفاط توجها تعاقبيا خلال السنوات الأخيرة، مبرزين أن المكتب الشريف للفوسفاط يسعى إلى تحسين مناخ الاستثمار خلال السنتين القادمتين انطلاقا من الاستفادة من عاملي ارتفاع عدد السكان وتزايد الطلب الفلاحي، اللذين يساهمان في ضمان توازن العرض من الفوسفاط الخام والأسمدة. وخلصت مجموعة التفكير البريطانية إلى الإشارة أن البرنامج الاستثماري للمكتب يأتي في ظل ظرفية صعبة، غير أن الأمل يظل قائما في قدرة المغرب على الاستعداد بشكل جيد لمواجهة تحديات المنافسة والحفاظ على صدارته العالمية بمجرد استعادة السوق عافيته.