يبدو أن مجموعات الأطر العليا المعطلة المرابطة في شوارع الرباط اختارت أساليب جديدة لإيصال رسائلها واحتجاجاتها إلى المسؤولين، وهو ما ترجموه أول أمس من خلال الهجوم الذي حاولوا القيام به على مجموعة من البرلمانيين، الذين كانوا يهمون بمغادرة مبنى مجلس النواب، حيث أطلقوا في وجوههم سيلا من الشتائم. ورفع المعطلون المنتمون إلى مختلف مجموعات الأطر العليا المعطلة شعارات تهاجم مؤسسة البرلمان والنواب، محملين إياهم مسؤولية عدم الضغط على رئيس الحكومة من أجل تنفيذ التزامات الحكومة السابقة بإدماجهم المباشر في أسلاك الوظيفة العمومية، قبل أن تتدخل مختلف تشكيلات القوات العمومية من أجل تفريقهم، والحيلولة دون وصولهم إلى الباب الخلفي للمجلس، المخصص عادة لولوج النواب والوزراء. وخلف التدخل الأمني، حسب مصادر مطلعة، إصابة ستة من رجال الأمن أثناء منعهم مجموعة من المعطلين، الذين كانوا يحاولون اقتحام المجلس بالقوة، في حين تم إيقاف 15 فردا من المعطلين، واقتيادهم إلى إحدى الدوائر الأمنية بالعاصمة، دون أن يتم إلى حدود صبيحة أمس الخميس التأكد من إطلاق سراحهم. ورغم التدخل الأمني، الذي رام منع المعطلين من الوصول إلى قلب المؤسسة التشريعية، فقد تواصلت عمليات المطاردة بين الجانبين مساء أول أمس، وهو ما خلق استنفارا أمنيا كبيرا، وخلف استياء عارما لدى بعض النواب والوزراء، الذين عبروا عن عدم رضاهم عن الأساليب التي أصبح يلجأ إليها المعطلون من أجل الاحتجاج على الوضعية التي يعيشونها، مضيفين أن ذلك قد يجعل العديدين يتراجعون عن التعاطف مع قضيتهم.