تدفقت على العاصمة الرباط حشود غفيرة من معطلي محضر 20 يوليوز زوال أمس الأربعاء 27 مارس بهدف تنظيم أشكال احتجاجية سلمية لمطالبة حكومة بنكيران بإنصافهم ووضع حد لمعاناتهم المتفاقمة التي أفرزها تراجع هذه الأخيرة عن توظيفهم في أسلاك الوظيفة بشكل مباشر بالرغم من توفرهم على التزام حكومي يقر لهم بذلك الحق. وفي هذا السياق ،احتشد معطلو المحضر في ساحة البريد ثم انطلقوا في مسيرة سلمية مرددين هتافات مدوية ملأت سماء بعض الشوارع الرئيسية للعاصمة. كذلك تابعت المسيرة مشوارها في اتجاه باب السفراء حيث التأم وبشكل عفوي المشاركون فيها بمجموعات أخرى من الأطر العليا المعطلة التي كانت بدورها تشق طريقها في مسيرة احتجاجية سلمية نحو نفس الاتجاه السالف الذكر، وهو الأمر الذي استدعى إنزالا أمنيا مكثفا، إذ تداعت قوات الأمن بمختلف تلاوينها قصد الحيلولة دون متابعة المسيرة لطريقها ، فكان أن تدخلت تلك القوات بعنف مفرط لتفريق المحتجين حيث انهالت على رؤوسهم وأطرافهم بالعصي والهراوات ما خلف إصابة العديد من الأطر العليا برضوض وجروح في الوقت الذي سجل فيه تخلف سيارات الإسعاف عن الحضور لإسعاف المصابين. وعقب ذلك سادت أجواء الكر والفر بعض الشوارع الرئيسة كما الأزقة المتفرعة عنها وسط حالة استنفار أمني ،إذ شوهد المعطلون المحتجون حتى وقت متأخر من مساء الأربعاء متوزعين فرادى ومثنى وثلاث بل وفي مجموعات في أماكن وزوايا مختلفة بعد أن طاردتهم قوات الأمن واعتقلت بعضهم . ويومه الخميس 28 مارس تكرر نفس المشهد ، حيث التأمت الأطر العليا المعطلة بمختلف أطيافها ومكوناتها بساحة البريد ،ثم انطلقت في مسيرة سلمية تضامنا مع الأطر التي تم اعتقالها لتشق بعد ذلك المسيرة طريقها نحو المجلس الوطني لحقوق الإنسان حيث ندد المشاركون فيها بالتراجع الذي أصبح يمس مجال الحقوق والحريات والذي تكرسه المقاربة الأمنية التعنيفية التي بات المعطلون أبرز ضحاياها.كذلك واصلت المسيرة الإحتجاجية السلمية طريقها نحو مقر وزارة العدل والحريات حيث استنكر المعطلون المحتجون سياسة الصمت والتجاهل التي تتبناها تلك الوزارة حيال ما يتعرضون له من تعنيف في شوارع الرباط بالرغم من الطابع السلمي لإحتجاجاتهم .هذا ويشار إلى أنه خلال شق المسيرة السلمية لطريق العودة إلى ساحة البريد اعترضت سبيلها قوات الأمن وقامت بفضها وتفريق المشاركين فيها بالعصي والهراوات فعمت من جديد أجواء التعقب والمطاردة والكر والفر بعد أن طوقت قوات الأمن ساحة البريد ومنعت المحتجين من الدخول إليها.