صراع جديد يشتعل داخل حزب الأصالة والمعاصرة، حيث كشفت مصادر مطلعة أن عبد اللطيف وهبي، رئيس الفريق البرلماني للحزب بمجلس النواب، يستعد لمغادرة منصبه يوم الإثنين المقبل ليفسح المجال أمام المتنافسين على خلافته. وقالت مصادرنا إن الجميع فوجئ بخطوة المكتب السياسي الذي انعقد مؤخرا إجراء انتخابات داخل الفريق لانتخاب رئيس للفريق النيابي بعدما كانت قيادات من المكتب السياسي قد صرحت في لقاء سابق مع البرلمانيين أنهّ «لا تغيير في قيادة الفريق قبل شهر أبريل المقبل»، موضحة في نفس السياق أن الخبر «خلق نوعا من الارتباك في صفوف البرلمانيين». واستنادا إلى المصادر ذاتها، فإن صراعا محموما اشتعل بين بعض برلمانيي «البام» لخلافة وهبي على رأس الفريق من جهة وعلى رئاسة لجنة العدل والتشريع من جهة ثانية، مبرزة أن «5 برلمانيين يستعدون لتقديم ترشيحاتهم قبل يوم الإثنين، موعد إجراء الانتخابات». يسود توتر سياسي شديد العلاقة بين حزبي العدالة والتنمية والحركة الشعبية بجماعة «سيدي الطيبي»، الواقعة في أحواز القنيطرة، ازدادت حدته، مؤخرا، لينتقل إلى شبيبة الحزبين الحليفين في الأغلبية التي تقود الحكومة الحالية. ويتهم حزب رئيس الحكومة الحركة الشعبية ب«سيدي الطيبي» باستغلال رئاستها لمجلس الجماعة من أجل تحقيق مآرب وأغراض حزبية ضيقة، وتوظيف وسائل وآليات عمومية لأهداف انتخابية لا علاقة لها بالتدبير الحكيم للشأن العام المحلي، مشيرا إلى أن مناضليه رصدوا جملة من الاختلالات التي تشوب تسيير الحركي محمد كني للجماعة. وبلغ التوتر بين الحزب الحاكم وحزب امحند العنصر، وزير التعمير وإعداد التراب الوطني، ذروته، بعدما أصدر إخوان بنكيران بيانا شديد اللهجة انتقدوا فيه بحدة ما وصفوه بالتصرفات اللامسؤولة للخياطي الفقيهي، الكاتب المحلي لحزب الحركة الشعبية، وقالوا إن «هذا الأخير يظل مرابطا في مقر الجماعة مستغلا نفوذه وقربه من رئيس الجماعة، مبتزا بذلك المواطنين الوافدين على الجماعة والراغبين في قضاء مصالحهم اليومية». واستنكر حزب المصباح، في البيان نفسه الذي توصلت «المساء» بنسخة منه، ما قال إنه اعتداء تعرض له إبراهيم باخوش، الكاتب المحلي لشبيبة »البيجيدي«، من طرف المسؤول الحركي المذكور، بتحريض من رئيس الجماعة، حسب البيان ذاته، مدينا في نفس الوقت ما وصفه بالهجوم والتهديدات التي طالت مناضله أثناء حضوره رفقة مجموعة من المواطنين لاجتماع احتضنته الجماعة حول معاناة ساكنة المنطقة مع مشكل الكهرباء. ووجه أصحاب البيان للمسؤول الحركي اتهامات بالتحكم في العديد من مرافق الجماعة، عن طريق استغلال آلياتها والتحكم في عدد من موظفيها وتدبير الإنارة العمومية، رغم غياب أي صلة له بالمجلس الجماعي، على حد تعبيرهم، معلنين رفضهم التام والكلي لمثل هذه التصرفات «الصبيانية» و«اللاأخلاقية»، ووقوفهم إلى جانب الكاتب المحلي لشبيبة العدالة والتنمية في مواجهة ما وصفوه بالاعتداءات والخروقات سالفة الذكر. في المقابل، أعرب الخياطي الفقيهي، مسؤول حزب الحركة الشعبية بجماعة «سيدي الطيبي»، عن استغرابه الشديد لما جاء في بيان حزب المصباح، معتبرا الاتهامات الموجهة إليه مجرد ادعاءات وأكاذيب ووقائع غير صحيحة غايتها تضليل الرأي العام المحلي. وأضاف الخياطي، في تصريح ل«المساء»، أن ما وقع خلال الاجتماع السالف لا يعدو أن يكون اختلافات في وجهات النظر حول تدبير مشكل الإنارة، ولم يتطور الأمر إلى أي اعتداء أو هجوم، وختم بالقول: «لقد حاول كاتب شبيبة البيجيدي استغلال اللقاء للدعاية لحزبه ونسف الاجتماع عبر المزايدات السياسية الرخيصة وتمرير مواقف حاقدة تنتقد أداء الحركة الشعبية بعيدا عن انتظارات المواطنين ومشاكلهم الحقيقية».