لم تكن عملية اعتماد التنظيم الجديد لأرقام الهاتف الثابت والمحمول بالمغرب خالية من المشاكل. فقد سجل العديد من زبناء متعهدي الخدمات الهاتفية عددا من المشاكل في التواصل صباح يوم السبت الماضي بعد دخول النظام الجديد حيز التطبيق، يتلخص جلها في صعوبة إجراء المكالمات رغم تركيب الأرقام حسب النظام الجديد. مصدر من “كازانيت”، الفرع التابع لاتصالات المغرب، أكد وجود بعض المشاكل التقنية إلا أنه اعتبر أن حدوث هذه المشاكل أمر طبيعي بالنظر إلى طبيعة العملية، التي تتطلب معالجة معلوماتية تدريجية في أفق شمولها لكافة الأرقام الهاتفية التابعة لكل واحد من المتعهدين العاملين في حقل الاتصالات. مصدر آخر من اتصالات المغرب ذهب في الاتجاه ذاته عندما أقرّ بأن العملية تحتاج إلى بعض الوقت كي تستقر نهائيا. لاسيما أن كل متعهد يدبر عملية معالجته لمعطياته الرقمية في استقلال عن الآخر. صباح السبت الماضي، فوجئ عدد من الزبناء وموزعي المكالمات في الشركات بتسجيل صوتي يفيد بأن الرقم الذي يطلبونه غير موجود، قبل أن تستعيد الخطوط عافيتها ويعود الاتصال إلى طبيعته عند معاودة الاتصال. وقد تختلف مدة الانتظار بين زبون وآخر. إذ منها ما يستغرق وقتا قصيرا ومنها ما يستغرق وقتا أطول. وعزا مصدرنا في “كازانيت” هذا المشكل إلى كونها قد ترتبط بعدم استكمال المعالجة المعلوماتية لجميع المعطيات، مرجحا أن تكون المصالح االتقنية منحت الأولوية للمدن الكبرى قبل الصغرى والمناطق الجغرافية البعيدة عن المركز. وتوقع مصدرنا أن لا يواجه المتعهد الثالث في خدمات الهاتف نفس المشاكل التقنية لأن معطياته الرقمية ليست بالحجم الذي يوازي حجم المتعهد التاريخي والمتعهد الثاني. وكان بلاغ للوكالة الوطنية لتقنين المواصلات أعلن دخول نظام ترقيمي جديد يرفع عدد أرقامه من 9 إلى 10 لتوفير قاعدة أرقام أوسع من تلك المعمول بها حاليا؛ مبررا هذا الإجراء بأن هذا التغيير “يفرض نفسه بحكم التوسع الكبير الذي تعرفه الشبكة الهاتفية من خلال الطلبات المتنامية على موارد الترقيم.” وخص البلاغ بالذكر خدمات شبكات الهاتف المحمول. وسيوفر الترقيم الجديد 000 000 100 رقم هاتفي للمحمول و000 000 10 رقم للهاتف الثابت. يُذكر أن قطاع الاتصالات بالمغرب حقق نموا مهما خلال سنة 2008. إذ بلغ عدد المشتركين في حظيرة الهاتف المحمول 694 815 22 مشتركا عند نهاية سنة 2008، ليبلغ النمو السنوي 13،9%.