في سنة 1965 قررت شابة دكالية أن تغادر بيتها في حي القلعة وسط الجديدة، وترافق مجموعة من المشجعين إلى الدارالبيضاء من أجل مساندة الدفاع الجديدي في مباراة السد ضد سطاد الرباطي، بحثا عن تأشيرة الصعود إلى القسم الأول، بدا الأمر غريبا وتحملت الفتاة نظرات الحاضرين وتساؤلاتهم الصامتة، حين عادت فاطمة إلى بيتها مساء، تلقت حصصا مضاعفة من الضرب والشتم لكن فاطمة العويسي تحملت العتاب والسياط لأنها تنتشي بصعود الفريق الدكالي إلى القسم الأول. منذ ذلك التاريخ ظلت فاطمة حاضرة بقوة في المدرجات، بأعلى صوتها بين الذكور، لم تخلف فاطمة الموعد مع مباريات الدفاع الجديدي بل إنها لا تتردد في حضور مباريات الفئات الصغرى والفريق النسوي للمدينة الذي تحتل داخله منصب نائبة الرئيس. ومن المفارقات العجيبة في حياة فاطمة، أنها ظلت تنشغل بالفريق وبرحلاته بأفراحه وأقراحه دون أن تلتفت إلى وضعيتها في ما يشبه الإيثار، بل إنها رفضت وهي في عز شبابها الارتباط بعقد زواج، خوفا من قضبان قفص الزوجية لينتهى بها المطاف بدون زوج تقتسم معه الحلو والمر، لأنها اختارت الدفاع شريكا لحياتها.