راوده في الطفولة حلم أن يصبح طيارا مثل والده، لكنه سرعان ما اكتشف ميولاته التجارية، ليتحول حلمه من الطيران إلى إدارة أحد البنوك وسياقة آخر طراز من السيارات..”أضحك الآن عندما أتذكر تلك الأحلام، لقد سحرتني تلك الشخصيات في فترة من حياتي، رغم أن القطاع البنكي الآن لم يعد يعني لي شيئا كما في البداية” يقول رياض. ولد رياض السباعي في الرباط سنة 1977، وفقد والده الذي كان ضابطا في سلاح الجو وهو مازال في سن الثالثة. ترعرع بجانب والدته وجدته وشقيقه زكرياء. يعترف رياض أن ما وصل إليه من نجاح اليوم، يعود لوالدته وأخواله، الذين ساندوه في مساره الدراسي والمهني. بدأ السباعي التدوين باسم «جو الرومانسي» وهو اللقب الذي كان يطلقه عليه أخوه الأصغر، حرر العديد من المقالات ذات الطابع الرومناسي في تلك المرحلة التدوينية، وبعد زواجه، قرر أن يغير من توجه المدونة. تصادف وقتها أن زوجته كانت تناديه بالدكتور “هو”، ليقرر في الحين تغيير شكل المدونة ليصبح اسمها الدكتور هو..يعتبر رياض مدونته امتدادا لشخصيته في الواقع، تمنحه الاستفادة من مجالات للحرية سواء المهنية أو الشخصية قد لا يجدها في حياته اليومية يعتبر رياض السياسة فضاء واسعا جعلته يتناولها في موقعه من خلال تقاطعاتها مع العديد من القضايا الاجتماعية، بغض النظر عن قربها أو بعدها من اهتمامات المواطن: “لا أفضل كثيرا الحديث في السياسية بالمغرب لأنني أعتقد أن هناك من هو مخول له أفضل مني لمناقشتها، لكنني رغم هذا أضع بين السطور موضوعا معينا أعبر فيه عن رأيي بشكل يسهل للقارئ فهم ذلك”. يعتمد توجه المدونة التي فازت هذه السنة بجائزة أفضل مدونة مغربية على تناول مواضيع الساعة التي تتابعها وسائل الإعلام، وتفتح باب النقاش أمام متصفحي الموقع لإبداء وجهات نظرهم في الموضوع ومناقشة كل جوانبه. حاول السباعي أن يبدأ في تجاربه بالتدوين إطلاق نظام لردود الفعل والنقد المبنية على السخرية لما يقوم به المسؤولون، قبل أن يغير الفكرة ويدمجها في المناقشات التفاعلية التي تتبع نشر مقالاته. ويتابع رياض قائلا:”لم أنشر أي مقال سياسي هذه الأيام لأنني منكب على إعداد مشروع سيرة ذاتية، وأكتفي فقط بتتبع باقي الأخبار والتعليق عليها». يجد «الدكتور هو» هامشا واسعا من الحرية للتعبير عن أفكاره، بشكل يجعل الذاتية، على غرار باقي المدونات المغربية، حاضرة بقوة في تحليل المواضيع. وتظل مدونته مرآة مصغرة للمجتمع المغربي تحت زاوية محددة، دون أن ينكر أنها مازلت لم تنضج كفاية كفكرة ومفهوم، وهو ما يفسره بحاجته لاعتماد خط تحريري واحد سيصيغ ركائزه مع مرور الوقت.. بين الصحافة والتدوين، ليس هناك أي فرق مادام الأساس موحدا،يشير رياض، وتتمثل رسالة الصحفي والمدون على نشر المعلومة وإيصالها إلى القراء، باتجاهين اثنين. «أجد شخصيا أن المدون يشارك القراء حالة نفسية أثناء معالجته لخبر ما بكافة ألوانه، بينما يجب على الصحفي احترام مجموعة من القواعد التي تمليها عليه مؤسسته».