صرف الحكام النظر عن اللاعبين وولوا وجهتهم صوب المدربين، منذ أن تعرض الإطار الوطني بادو الزاكي لطرد مع وقف التنفيذ في المباراة التي جمعت فريقه الوداد البيضاوي بالجيش الملكي، مما أحدث ضجة في الوسط الكروي انتهت بطي الملف. وعاد النزاع مجددا بعد أن تعرض المدرب عبد الرزاق خيري للطرد في المباراة التي جمعت فريقه وداد فاس بيوسفية برشيد، ونال على إثرها توقيفا لمدة شهر لا زال موضع تداول في لجنة الاستئناف. وقبل أن يجف مداد الخلاف القائم بين «الواف» واللجنة التأديبية حول موضوع خيري الذي أسال حبرا كثيرا، تعرض مدرب شباب هوارة نور الدين حراف للتوقيف لمدة شهرين، إثر طرده عقب مباراة فريقه ضد وفاء وداد، بتهمة تبادل الشتم مع الجمهور، وهو القرار الذي استأنفه فريق هوارة الأكثر تعرضا للطرد سواء تعلق الأمر برئيس الفريق أو المدربين. وقال نور الدين حراف مدرب شباب هوارة الذي قام بتوجيه لاعبيه في المباراة الأخيرة أمام الفتح من خلف السياج، إن قرار الطرد ليس قرار الحكم، بل إن مندوب المباراة هو من رفع تقريرا في النازلة للمجموعة الوطنية، وأضاف أن المندوب له خلافات مع هوارة لأنه من مناصري انزكان، وأن قلة من المتفرجين كانت تشتم لاعبا يقوم بحركات تسخينية، وتبين أنهم خصوم سياسيون لرئيس فريق شباب هوارة، «حين كان الفريق منتصرا على وفاء وداد بثلاثة أهداف كان البعض يثير غضب اللاعبين ويحاول استفزازهم، إنه أمر غريب». واعتبر يوسف المريني مدرب فريق الجمعية السلاوية أن العلاقات المتوترة بين المدربين والحكام، ترجع بالأساس إلى «الظلم شبه الممنهج في حق الفرق المستضعفة من طرف بعض الحكام، مما يفسد التباري الرياضي الشريف والنزيه ويفرض بالتالي رد فعل». ويعد المريني من المدربين الوطنيين الذين دخلوا في مشاحنات مع الحكام، حيث صدرت في حقه عدة قرارات تأديبية كما جاء في تقارير بعض الحكام، سواء عندما كان مدربا لشباب هوارة أو هلال الناظور أو المغرب التطواني. ويعرف يوسف المريني بجهره بمواقفه تجاه جميع الفرقاء، ولو في اتجاه زملاء مهنته الذين عادة لا يتقبلون خسارة أو تعثر فرقهم أمام فارس الرقراق. وقال المريني ل«المساء» إن «احتجاجات المدربين تكون في أحيان كثيرة ومكثفة، لها ما يبررها وهي لا تأتي من فراغ، في ظل استهداف الفرق المستضعفة في وقت يرى فيه بأنها الأحق بالحماية، أو على الأصح المساواة بشكل عادل وليس المحاباة وارتكاب أخطاء فادحة و قاتلة». ولا ينكر المريني حدوث الخطأ من طرف الحكام، لكنه يفسر غضب المدربين بكون بعض الحكام يتمادون في تجاوزاتهم بدفع الفريق المنافس من أجل الفوز وهو ما لا يتقبله المدربون. واستبعد جمال الكعواشي عضو اللجنة المركزية للتحكيم فرضية الإساءة المقصودة للمدربين، وقال في تصريح ل«المساء» إنه احتراما للمدرب لا تشهر البطائق الحمراء في وجوههم على غرار اللاعبين، وأن تقارير المندوبين كطرف محايد غالبا ما تحسم في القرارات التأديبية. وسبق للعديد من المدربين أن تعرضوا للطرد، أشهرهم مدرب الوداد لوزانو الذي طرد على خلفية تصريحه في وجه الحكم قائلا «الكرة المغربية متعفنة»، وهاليلودزيك مدرب الرجاء الذي طرده الحكم بلقولة وكذلك وأوسكار وفاخر وغيرهم من المدربين بمن فيهم رئيس ودادية المدربين ماندوزا.