بات السور التاريخي المقابل لمقر حزب الوزير الأول عباس الفاسي وسط العاصمة الرباط مهددا بالانهيار بعد اتخاذه مرحاضا عموميا من طرف المواطنين. وحذر خبير مغربي، فضل عدم الكشف عن نفسه، في تصريح ل”المساء” من أن المكونات العضوية للحامض البولي والغائط توفر ظروفا مثالية لتكاثر الفطريات والبكتريا التي تنعش عملية تفتيت الحبيبات الطينية المكونة للسور. وأضاف المتحدث أن السور، الذي يبلغ عرضه مترين ونصف و10 أمتار في الارتفاع، تم بناؤه بالطين المخلوط بالجير، حيث يتم وضع خليط من المادتين في “الطابية” حتى يتخذ شكل لبنة، ثم يستخدم في تشييد السور بعدما يجف ويصبح صلبًا. واتخذ عدد من المواطنين أسوار باب الأحد مكانا لقضاء حاجاتهم، في ظل وجود عدد غير كاف من المراحيض العمومية المناسبة، في حين يفضل آخرون ولوج مراحيض المقاهي المجاورة. وتسببت الأمطار الأخيرة في انهيار جزء علوي من السور نفسه المحاذي لمقر حزب عباس الفاسي الذي أدخلت عليه العديد من التحسينات لمواجهة الاقتحامات المتوالية للمعطلين. كما انهار جزء من سور سلا مؤخرا، في وقت توجد فيه أسوار مماثلة بعدد من المدن المغربية في حالة توصف ب”المهترئة”. وأكدت مصادر وزارة الثقافة، من جانبها، أنها حريصة على الاعتناء بالأسوار التاريخية ليس فقط بالعاصمة الرباط ولكن في كل المدن المغربية. واعترفت أم كلثوم الكبيطي، مسؤولة قسم الدراسات والتدخلات التقنية بالوزارة، في اتصال مع «المساء»، أن ضعف الإمكانيات المادية يجعل المسؤولين يحاولون أداء واجبهم حسب ما هو متوفر، مبرزة أن هناك ما يقارب 14 عشر عاملا فقط مختصين بترميم وإصلاح الأسوار التاريخية بالعاصمة. وتضيف الكبيطي أن مفتشية المباني التاريخية بالدار البيضاء هي المسؤولة عن مراقبة الحالة التي توجد عليها الأسوار ورفع التقارير والتوصيات اللازمة للتعامل معها. وحول أخطار الفضلات البشرية على الأسوار، أكدت المسؤولة بوزارة الثقافة أن الوزارات كلها ملزمة بالتعامل مع الوضع وتوفير الظروف المناسبة لإبراز أهمية التراث الوطني وضرورة الحفاظ عليه. وتشير المصادر التاريخية إلى أن الأسوار بدأ الخليفة الموحدي يعقوب المنصور تشييدها بعد عودته من انتصار كبير بالأندلس بمعركة الأرك عام 593 ه، ولها أبواب شهيرة من بينها “باب الأحد”، و”باب لعلو”، و”باب زعير” و«باب الرواح»، و”باب الحديد”.