في القطار الرابط بين الرباط والدار البيضاء، وفي منتصف النهار بالضبط، كانت مجموعة من الفتيات المغربيات يتجمعن على ثلاثة شبان خليجيين وكل واحدة تريد أن تثبت أنها الأجدر بنيل الإعجاب. كان الوضع يشبه تجمع كومة من الذباب الأزرق على قطعة براز. لم تكن أولئك الفتيات المتغنجات يلقين بالا إلى ما حولهن وهن يمارسن لعبة الإغراء الفاضح أمام الخلق أجمعين. وعندما توقف القطار أمسك كل شاب بفتاة كما يمسك بقطعة ساندويش، وكاد الأمر يتحول إلى فيلم بورنو في الشارع. من سوء حظ المغرب أن أكثر الناس افتقارا إلى الفحولة من الذين لا يستطيعون تحريك ذبابة يتحولون إلى فرسان فواحل بسبب الدلع الزائد الذي يلقونه في هذه البلاد. ومن سوء حظ المغاربة أن مجموعة من الشرموطات يلقين بسمعة البلاد إلى الحضيض، بينما الجميع يتفرجون وكأن الأمر لا يعني أحدا. وقبل بضعة أيام استقبلت قناة تلفزيونية لبنانية شرموطة مغربية تحدثت على الهواء مباشرة عن مغامراتها في الكباريهات وكأنه لا توجد أية داعرة لبنانية يمكن أن تحكي عن العهارة والسكر والويسكي، بينما الوطن العربي زاخر بثروات العهر والشذوذ من المحيط إلى الخليج. وفي المطارات المغربية تعبر العشرات من الشرموطات ذهابا وإيابا نحو عدد من بلدان العالم، وهن يعملن بخطى حثيثة لتلويث سمعة بلد وشعب من دون أن يوقفهن أحد. هناك آلاف الأمثلة عن تشويه سمعة المغرب من طرف عاهرات وقوادين وقوادات اكتسبوا نفوذا قويا ولا أحد أصبح يستطيع الاقتراب منهم، لكن السلطات المغربية قررت أخيرا حماية سمعة البلاد وألقت القبض على شكيب الخياري، الذي كان ينادي بالشفافية قي موضوع الحشيش في المغرب، ووجهت له تهمة تسفيه مجهودات الدولة وتشويه سمعة البلاد. العاهرات اللواتي يلوثن كل يوم سمعة شعب بكامله حرات طليقات ويتمتعن بنفوذ قوي ويتم عرضهن على القنوات العربية المريضة التي تتغافل عن دعارة نسائها وشذوذ رجالها وتبحث عن مغربيات تافهات بلا ملة أو دين، بينما رجل قال رأيه بوضوح حول تهريب الحشيش يوضع في السجن بتهمة تشويه سمعة البلاد. من الذي يشوه بالفعل سمعة المغرب؟ هل رجل يطالب بالشفافية والوضوح، أم هؤلاء العاهرات اللواتي تفتح لهن أبواب المطارات على مصراعيها ويتم إلقاء الابتسامات في وجوههن مع أن الجميع يعرف إلى أين يذهبن ومن أين يأتين؟ إذا كان لا بد من حماية سمعة المغرب فيجب وضع هؤلاء الشرموطات في السجن أو في مراكز إصلاحية كبيرة لتقويم سلوكهن ومنعهن من مغادرة المغرب بالمرة. الكثيرون سيقولون إن هؤلاء العاهرات لسن مسؤولات عن أوضاعهن وأنهن دفعن دفعا إلى هذه الوضعية الكارثية بسبب السياسات الفاسدة وأنه لا بديل لهن غير ذلك. لكن هل يجب أن ننتظر 300 سنة حتى يصبح المغرب ديمقراطيا ومتقدما لكي نضع حدا لتشويه سمعة البلاد؟ وهل الملايين من المغربيات الشريفات اللواتي يعشن بالكفاف لسن ضحايا السياسات الفاسدة؟ في المغرب مشكلة كبيرة في استعمال العصا. هناك مئات الخريجين العاطلين الذين يتذوقون طعم الهراوة كل يوم أمام البرلمان، وبينهم فتيات ونساء كثيرات، لأنهم يطالبون بعمل شريف ونظيف، وهناك الهراوات التي تنزل على رأس كل رجل شهم أو امرأة كريمة حينما يطالبون بحقوقهم المشروعة، بينما اللواتي يشوهن سمعة البلاد يتصرفن وكأنهن سفيرات فوق العادة «لأجمل بلد في العالم». المطلوب في المغرب حاليا هو إعادة توزيع العصا. يجب رفعها عن الذين يطالبون بالشغل والكرامة وتوجيهها نحو «سفيراتنا» في العهر، فالمشكلة في هذه البلاد ليست قلّة العصا، بل المشكلة غزارة في الإنتاج وسوء في التوزيع.