بعد أكثر من سنتين على إطلاق الدفعة الأول من تراخيص استغلال خدمات إذاعية وتلفزيونية خاصة وبعد تأجيلات متكررة، أعلنت الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري صباح أول أمس الاثنين، عن منح تراخيص الدفعة الثانية لتجربة تحرير المجال السمعي البصري المغربي.. وقرر حكماء «الهاكا» بعد مشاورات طويلة تعليق منح أي ترخيص تلفزيوني جديد والترخيص لأربع محطات إذاعية جديدة. وبررت «الهاكا» قرار الامتناع باستحضار العوامل الظرفية والقطاعية التي برزت ابتداء من شتنبر 2008، ولاسيما تضرر المجال الإشهاري في علاقة بالأزمة العالمية، واستحضار الأزمة التي تعيشها قناة ميدي «آن سات»، وهي عوامل من «شأنها أن ترفع من احتمال تقلص نمو السوق الإشهاري السمعي البصري المغربي من جهة، وأن تخلق، من جهة أخرى، غموضا في ما يخص تركيبة العرض التلفزي ومستوى ضغطه على المورد الإشهاري السمعي البصري» يقول نص البلاغ. وأكدت الهاكا وبالتالي -في بلاغ صادر بعد اجتماع الثالث والعشرين من الشهر الجاري -أن من شأن الترخيص لتلفزيون وطني جديد في الوقت الراهن أن يؤدي إلى الإخلال بتوازن القطاع، وبالتالي تهديد بحالة توازن متعهدي المجال السمعي البصري العام والخاص على المدى القصير واستمراريتهم على المدى المتوسط. وحول الإعلان عن المنافسة الأولى المتعلقة بترخيص إذاعة ذات تغطية وطنية(12 حوض استماع)، اعتبر المجلس أن الإعلان غير مثمر، بعدما لاحظ أن المشاريع الخمسة المتنافسة لا تشكل إضافة نوعية للعرض الإذاعي الوطني. وفي مقابل ذلك، قرر المجلس بناء على المنافسة الثانية المتعلقة بالترخيص لإذاعتين بتغطية متعددة الجهات (8 أحواض الاستماع) أن يمنح ترخيصا لراديو مارس «الذي تقدمت به شركة» راديو 20، وهو مشروع إذاعة موضوعاتية ذات طابع رياضي، ولراديو «مدينة إف إم» الذي تقدمت به الشركة الخاصة للتواصل والترفيه، وهو مشروع إذاعة للقرب تعنى بالعالم القروي. وفي ما يتعلق بالإعلان عن المنافسة الثالثة المتعلقة بالترخيص لإذاعتين بتغطية متعددة الجهات (6 أحواض استماع)، قرر المجلس بعد التقييم منح رخصتين لمشروعين إذاعيين، ويتعلق الأمر براديو «لوكس الذي تقدمت به شركة» راديو فياي»، وهو مشروع إذاعة موضوعاتية موجهة إلى الاهتمام بالصناعة التقليدية وبالحرف المغربية، إلى جانب راديو «ميد» الذي تقدمت به الشركة العالمية للسمعي البصري، وهو مشروع إذاعة موضوعاتية متخصصة في الوساطة وللحياة الجمعوية. واعتبر المجلس أن من شأن هذه المشاريع، بالنظر إلى جودة المشاريع الإذاعية المقبولة وتكامل تصورات كل واحد منها مع العرض الإذاعي الموجود، أن تثري المشهد الإذاعي الوطني، كما قرر المجلس منح المتعهدين الخواص الموجودين حاليا ترددات تسمح بتوسيع بثهم إلى أحواض استماع جديدة. وكان المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري قد أعلن في الحادي عشر من شهر غشت الماضي عن إطلاق إعلانات عن المنافسة لاستغلال خدمتين تلفزيتين ذواتي تغطية وطنية، إضافة إلى أربع خدمات إذاعية ذات تغطية متعددة الجهات. وقد استمع المجلس في الفترة الممتدة ما بين الخامس والتاسع من شهر يناير الماضي إلى حاملي خمسة مشاريع تلفزية وثلاثة وعشرين مشروعا إذاعيا من المتنافسين الذين توفرت في ملفاتهم شروط المقبولية.