أفاد مصدر مطلع «المساء» أن أزيد من 40 عنصرا بالفرقة الوطنية للشرطة القضائية انتقلوا ليلة عيد الأضحى إلى مدينة العيون، بعد أن بلغ إلى علمهم زيارة وفد مرافق لكريستوفر روس، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، المكلف بملف الصحراء. وجاء انتقال عناصر الفرقة الوطنية بالدارالبيضاء وفرق أمنية أخرى إلى العيون، بعد أن التقى روس، الذي وصل الاثنين الماضي، إلى مطار الرباط، كلا من وزير الداخلية، محمد حصاد، ووزير الخارجية، صلاح الدين مزوار، ومحمد الشيخ بيد الله، رئيس مجلس المستشارين، وكريم غلاب، رئيس مجلس النواب. وقال مصدر «المساء» إن اجتماعا أمنيا ضم مسؤولين يمثلون المديرية العامة للأمن الوطني والسلطات المحلية، ترأسه والي جهة العيون بوجدور الساقية الحمراء، الأسبوع الماضي، قصد تأمين زيارة روس إلى المنطقة، ودراسة كيفية التعامل مع وقفات احتجاجية دعا إليها حقوقيون بالعيون تزامنا مع زيارة كريستوفر، التي أجلت أكثر من مرة قبل أن يتقرر إجراؤها أمس الجمعة. واستنفرت جميع مصالح الأمن بالعيون عناصرها وعقدت اجتماعات مع التعزيزات الأمنية التي التحقت بالمدينة من الدارالبيضاء يوم العيد، إذ سهرت السلطات المحلية على تغيير مكان صلاة العيد، والتي كانت تقام بساحة المشور أمام مقر المؤتمرات طيلة 15 سنة مضت، إذ عزا مصدر مطلع أسباب القرار إلى الإجراءات الأمنية العادية ترقبا لزيارة روس، في حين برر مصدر آخر القرار بتخوف السلطات المحلية من احتمال خروج مظاهرات أو تنظيم وقفات احتجاجية أمام مقر المؤتمرات. وقدر مصدر «المساء» عدد رجال الأمن، الذين كلفوا بتعزيز الأمن بالعيون تزامنا مع زيارة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، المكلف بملف الصحراء، بأزيد من 3 آلاف عنصر من فرق مختلفة، بينهم من وصل إلى العيون عبر مطارها الرئيسي. قالت مصادر محلية بمدينة العيون إن بعض دعاة الانفصال بالمدينة أقدموا مساء الأربعاء الماضي، الذي صادف عيد الأضحى، على توزيع منشورات بعدد من أحياء المدينة تحرض على التظاهر، تزامنا مع وصول كريستوفر روس، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء. وأوردت مصادرنا أن دعوات التظاهر كشفت عن وجود شرخ بين المروجين لها، حيث وجهت ما يسمى ب«تنسيقية اكديم إزيك» نداء للتظاهر بأحد شوارع المدينة أمس الجمعة، فيما أصدرت ما يسمى ب«تنسيقية الفعاليات الحقوقية الصحراوية بالعيون» نداء آخر يدعو إلى التظاهر بشارع السمارة اليوم السبت. وحسب المعلومات المتوفرة، فإن سلطات المدينة اتخذت تدابير احترازية عبر تعزيز وجود قوات الأمن تحسبا لأي مناوشات قد يثيرها دعاة التظاهر بالمدينة، مؤكدة أن مثل هذه المظاهرات المناسباتية تعرفها المدينة كلما حل بها وفد أجنبي أو إحدى الشخصيات الأجنبية. وفي السياق ذاته، ينتظر أن يكون المبعوث الأممي حل ظهيرة أمس الجمعة بمطار الحسن الأول الدولي بمدينة العيون على متن طائرة تابعة للأمم المتحدة، وقالت مصادرنا إن برنامج روس يتضمن لقاء مع سلطات المدينة، وعلى رأسها والي جهة العيون، خليل الدخيل، إضافة إلى لقاء مع بعض جمعيات المجتمع المدني. واستنادا إلى مصادر «المساء»، فإن روس سينتقل مباشرة بعد نهاية برنامج العيون إلى مدينة السمارة في أول زيارة للمنطقة، حيث سيلتقي عددا من جمعيات المجتمع المدني وشيوخ القبائل وفعاليات أخرى في إطار توسيع عملية الاستماع إلى وجهات نظر مختلف الأطراف، قبل أن يقدم تقريره حول الزيارة. ولم تستبعد بعض المصادر أن تكون جولة روس حاسمة في تحديد مقترحات من شأنها المساهمة في حل النزاع، غير أن «استباق الأطراف الأخرى لزيارة المبعوث الأممي بتصريحات متعنتة قد يصعب مهمة مبعوث بان كي مون، الذي لم يتوصل منها بأي مقترح عملي يؤدي إلى حل سياسي متوافق بشأنه، على خلاف المغرب الذي قدم مقترحا يحظى بإشادة دولية» تضيف المصادر ذاتها. وكان روس قد حل بتندوف فوق التراب الجزائري يوم الأربعاء الماضي، حيث التقى بزعيم جبهة «البوليساريو» وبعدد من قيادييها لإجراء مباحثات معهم وتقديم تصوراته، وجس النبض حول ما إذا كانت الأطراف الأخرى قد هيأت مقترحات قابلة للتطبيق.