انحصر تراجع عدد العاطلين في المغرب في السنة الفارطة في المدن، بينما ارتفع في العالم القروي، غير أنه رغم انخفاض معدل البطالة على الصعيد الوطني، فإن هذه الظاهرة تصيب، أكثر، البالغين من العمر بين 25 و43 سنة وحاملي الشهادات. فقد أشارت المندوبية السامية للتخطيط، في بيانات حول البطالة والتشغيل في السنة الفارطة نشرتها أمس الإثنين، إلى أن الذكور والإناث يتساوون تقرييا على مستوى معدل البطالة، حيث بلغ على التوالي 9.5 و9.8 في المائة. و حسب الشرائح العمرية، يتضح أن معدل البطالة بلغ 18.3 في المائة في صفوف المتراوحة أعمارهم ما بين 15 و24 سنة، و13.5 في المائة وسط الشريحة العمرية المتراوحة بين 25 و34 عاما. وتنتشر البطالة أكثر بين حاملي الشهادات ب18.5 في المائة، بينما لا تتعدى 4.7 في المائة وسط من لا يتوفرون على شهادات. وأوضحت بيانات المندوبية السامية للتخطيط، أن المعدل السنوي للبطالة انتقل من 9.8 في المائة في 2007 إلى 9.6 في المائة في السنة الفارطة، ليصل عدد السكان النشيطين العاطلين في المغرب إلى 1.07 مليون، وهو رقم تمثل فيه النساء نسبة27.5 في المائة. غير أن معدل البطالة في المغرب يخفي تباينا كبيرا بين العالمين القروي والحضري، فقد ارتفع معدل البطالة في العالم القروي من 3.8 إلى 4 في المائة، في علاقة بالموسم الفلاحي الذي وصل فيه محصول الحبوب إلى 51 مليونا، وفي نفس الوقت تراجع معدل البطالة في المدن من 15.4 إلى 14.7 في المائة. غير أن العديد من المراقبين يفضلون التركيز على معدل البطالة المرتفع في العالم الحضري، إذ يعكس، في نظرهم، حقيقة البطالة والتشغيل في المغرب، ولا يلتفتون كثيرا إلى المعدل الذي يسجل في العالم القروي، بالنظر إلى طبيعة التشغيل فيه، الذي يخضع لمعايير خاصة. و في السنة الفارطة، تم إحداث 310 آلاف منصب شغل مؤدى عنه، وفقدان 177 ألف منصب غير مؤدى عنه، مما نجم عنه عدد صاف من مناصب الشغل يقدر ب133 ألفا، لينتقل الحجم الإجمالي للشغل في المغرب من 10.05 إلى 10.18 ملايين شخص. و تمثلت أهم القطاعات المحدثة لمناصب الشغل في المغرب في « الخدمات» ب102 ألف منصب، أي بزيادة بنسبة20.8 في المائة، متبوعة بالنباء والأشغال العمومية ب67 ألفا، بزيادة بنسبة7.7 في المائة، أما التشغيل في القطاع الفلاحي، فعرف تراجعا على المستوى الوطني ب 67 ألف منصب، أي بنسبة 1.6 في المائة.