كشف تقرير حديث لوزارة المالية والاقتصاد، أن رقم معاملات مجموعة الشريف للفوسفاط عند التصدير، تأثر خلال هذه السنة بفعل تراجع أسعار الفوسفاط و الأسمدة في الأسواق العالمية، إذ فقد حوالي 2.7 مليار درهم (270 مليار سنتيم) عند متم شهر ماي المنصرم، حيث سجلت المجموعة 16.5 مليار درهم (1650 مليار سنتيم) كرقم معاملات عند التصدير خلال الخمسة أشهر الأولى من هذه السنة، متراجعا بحوالي 14.1 في المائة مقارنة بنفس الفترة من 2012. وأضاف تقرير مديرية الخزينة والمالية الخارجية التابعة لوزارة الاقتصاد والمالية، أن أسعار الفوسفاط استمرت في التراجع طيلة هذه السنة، حيث استقرت في 165 دولارا أمريكيا للطن خلال شهر يونيو 2013، مقابل 179 دولارا للطن خلال شهر يناير المنصرم، وسجل التقرير أن الأسعار تراجعت بنسبة 9.7 في المائة في المتوسط خلال النصف الأول من هذه السنة، مقارنة بنفس الفترة من 2011. نفس الأمر بالنسبة للأسمدة، حيث أشار التقرير الوزاري، إلى أنها تراجعت بنسبة 7.5 في المائة بالنسبة لصنف TSP حيث انتقل السعر من 485 دولارا للطن خلال شهر يناير 2013، إلى 478.3 دولارا فقط خلال شهر يونيو المنصرم، بينما النوع الآخر DAP فقد انتقل سعره ما بين يناير ويونيو 2013 من 435 دولارا للطن بداية السنة إلى 420 دولارا فقط بعد 6 أشهر. يذكر أن المكتب الشريف للفوسفاط أعد، مؤخرا، برنامجا استثماريا طموحا للسنوات السبع القادمة، حيث من المنتظر أن ينفق المكتب 20 مليار درهم، على مشاريع استثمارية مختلفة. ويهدف هذا المشروع الاستثماري إلى تحديث أدوات ووسائل الإنتاج، وافتتاح مناجم جديدة، واستكمال الأشغال بالموانئ، مع إعطاء الأولوية لوسائل نقل المعادن. وحسب مسؤولي المكتب، خلال ندوة صحفية تم عقدها مؤخرا، فقد أعلن عن عدة شراكات مع مستثمرين أجانب تصل قيمتها إلى ما يفوق 10 مليارات دولار. واليوم تعتبر الهند وباكستان، المستثمرين الأساسيين بالمغرب، في مجال الإنتاج المحلي للمواد الفوسفاطية، وينتظر التحاق البرازيل وليبيا قريبا، تضيف نفس المصادر. حيث تم بالفعل توقيع عقد شراكة صناعي مع ليبيا إفريقيا للاستثمار «بورتفوليو»، لإنشاء مركب كبير لتصنيع السماد الفسفوري بالجرف الأصفر، بغلاف مالي يصل إلى 350 مليون دولار، وإنشاء مصنع لإنتاج الأمونياك بليبيا بغلاف مالي يقدر ب500 مليون دولار، ووحدة لإنتاج الأسمدة بالمغرب وليبيا، بغلاف مالي يقدر ب 150 مليون دولار. ويمكن تقدير الإنتاج السنوي المتوقع لهذه الوحدات الثلاث، ب1 مليون طن من السماد الفوسفوري، و800 ألف طن من الامونياك، و1 مليون طن من الأسمدة الأخرى. وصرح مسؤولو المجموعة أن هذه المركبات تنضاف إلى 5 معامل لإنتاج السماد الفوسفوري والأسمدة، تعمل منذ مدة بالجرف الأصفر، كما ينتظر أن يستقبل هذا المجمع 10 مركبات إنتاجية جديدة لتصنيع السماد الفوسفوري والأسمدة المختلفة، وهو ما سوف يدعم الحضور الاستراتيجي، والدولي للمكتب الشريف للفوسفاط على المستوى الدولي. ويعتبر المغرب أول مصدر عالمي للفوسفاط، لتوفره على 50 في المائة، من الاحتياطي العالمي من هذا المعدن. وفضلا عن تحديث المناجم، يهدف المكتب الشريف للفوسفاط، حسب مسؤوليه، إلى أن يصبح مقاولة جد مهيكلة، بتسيير حديث لتحصيل نتائج إيجابية وسريعة، وبالفعل حقق المكتب عدة نتائج مالية وتجارية هامة، بفضل اعتماد المكتب على الأسس الحديثة للمقاولة الناجحة، مشيرين في هذا الصدد إلى كون المكتب الشريف للفوسفاط، شرع في تنفيذ استراتيجية تجارية صارمة لحماية مبيعاته، ومواجهة المنافسة الأجنبية، كما أولى المكتب أهمية كبرى لحضوره في السوق العالمية وخاصة الإفريقي.